السفير الصيني في لبنان: نتطلع لمواصلة تعميق التعاون الثنائي
أكد سفير جمهورية الصين الشعبية المعين حديثا في لبنان تشيان مين جيان، على تعميق وتعزيز التعاون الثنائي مع لبنان في مختلف المجالات تحقيقا لمزيد من الفوائد للبلدين والشعبين الصديقين.
وقال تشيان في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء “شينخوا” بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان، “نتطلع إلى العمل مع الأصدقاء من جميع مناحي الحياة في لبنان لمواصلة تعميق تعاوننا العملي”.
وتابع أن بعض الشركات الصينية أبدت اهتماما كبيرا بالاستثمار في مشاريع واسعة النطاق في قطاعات الطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية والنقل والمياه وغيرها من مجالات البنية التحتية، وتقوم حاليا باستطلاع السوق اللبنانية، لافتاً الى أن “السفارة الصينية في لبنان ستواصل دعم وتشجيع الشركات الصينية القادرة على الاستثمار في لبنان”، مؤكداً أن الصين حريصة على تشجيع الشركات الصينية ذات السمعة الطيبة على تقديم عروض لمشاريع تهدف إلى إعادة بناء مرفأ بيروت عقب إعلان الحكومة عن خطتها في هذا الصدد.
وأشار تشيان إلى أن الحكومة الصينية كانت قد قدمت مليون دولار نقدا للحكومة اللبنانية كمساعدات إنسانية طارئة في أعقاب كارثة انفجار مرفأ بيروت، لافتاً إلى “أن رجال أعمال لبنانيين عبّروا عن نيتهم التعاون مع شركاء صينيين للمشاركة في إعادة إعمار مرفأ بيروت”.
وأضاف أن “الصين ولبنان هما تقليديا بلدان صديقان، ومنذ فترة طويلة تقدم الصين للبنان مساعدات إنسانية وتنموية في حدود قدراتها”، لافتاً الى أن بالنظر إلى الأزمات المتعددة والصعوبات الاقتصادية الشديدة التي واجهها لبنان في السنوات الأخيرة، زادت الحكومة الصينية من دعمها للبنان بتقديم عدة هبات ومساعدات غذائية من خلال القنوات الثنائية ومتعددة الأطراف منذ تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وزودت الصين لبنان في عام 2020 بكواشف اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل وموازين حرارة كبيرة تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وأقنعة وجه (كي إن 95) وغيرها من الإمدادات المضادة للفيروسات لمساعدة لبنان في مكافحة (كوفيد-19). كما أن الحكومة الصينية تبرعت هذا العام بدفعتين من لقاح (سينوفارم) المضاد لـ(كوفيد-19) إلى لبنان، كما تبرعت جمعية الصليب الأحمر الصينية في الآونة الأخيرة بجرعات من اللقاح إلى الصليب الأحمر اللبناني.
وحول التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ولبنان، قال تشيان إن هذا التعاون ظل مستقرا في السنوات الأخيرة قبل تفشي (كوفيد-19)، حيث كانت الصين أكبر شريك تجاري للبنان لمدة ست سنوات متتالية، لافتاً الى أن حكومتي البلدين عززتا تعاونهما، وكذلك الهيئات والمؤسسات الصناعية ذات الصلة بنشاط تصدير المنتجات اللبنانية المتخصصة إلى الصين. كما تساعد السفارة الصينية في لبنان مجتمعات الأعمال اللبنانية على المشاركة النشطة في منصات التبادل التجاري مثل معرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض الصين للاستيراد والتصدير (معرض كانتون)، ومعرض الصين والدول العربية، لتوسيع رقعة تصدير منتجاتهم. وأوضح في هذا الصدد أن بعد سنوات من الترويج والتسويق أصبح زيت الزيتون اللبناني وكذلك النبيذ والصابون المصنع يدويا والشوكولا ومنتجات أخرى معروفة للمستهلكين الصينيين.
وقال تشيان إن لبنان شريك طبيعي مع الصين في “مبادرة الحزام والطريق”، حيث وقعت الحكومتان في العام 2017 في إطار المبادرة مذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك، وان الأحزاب في لبنان كانت قد أعربت عن استعدادها الإيجابي لتعميق التعاون العملي مع الصين في إطار هذه مبادرة. وشدد على أن الجانب الصيني يسعى دائما إلى التعاون مع الجانب اللبناني ضمن مبادرة الحزام والطريق مع الالتزام بتحقيق المنافع المشتركة من خلال التشاور المكثف والمساهمة المشتركة من دون أية شروط سياسية.
وقال تشيان إن مشروع بناء وتجهيز المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، الذي تموله الحكومة الصينية، هو مشروع مبدع ونموذجي متكامل في إطار تعزيز التعاون ضمن مبادرة الحزام والطريق وتعزيز التفاهم بين الشعبين وتجسيد الصداقة الصينية اللبنانية. ويعتبر المشروع الممول بهبة صينية بقيمة 62 مليون دولار، بمثابة مدينة موسيقية جامعية تقدم شهادات جامعية في العزف والتأليف والنظريات الموسيقية، وتبلغ مساحته المبنية نحو 29 ألف متر مربع، بينها قاعة للحفلات تستوعب 1200 مقعد تتمتع بجميع الخصائص السمعية الرئيسية لحفلات الأوركسترا، إضافة إلى قاعة مخصصة للأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية.
وختم تشيان جازماً ان السفارة الصينية ستعمل أيضا مع الجانب اللبناني على إقامة مركز ثقافي صيني في بيروت، وأنها تخطط بمناسبة الذكرى الخمسين لتفعيل العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان من خلال إقامة مجموعة متنوعة من الأنشطة والاحتفالات.