متفرقات

دبوسي: الوضع خطير حاليا.. لكن المستقبل واعد إذا صدقت النوايا!..

رغم كل السوداوية التي تحيط بالمشهد اللبناني سياسيا وأمنيا وإقتصاديا وإجتماعيا وصحيا، ما يزال رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي يفتش عن “بقعة ضوء” يبث من خلالها الأمل، معتمدا بذلك على وقائع تثبت أن معاناة لبنان ناتجة عن سوء إدارة، ومتى تحسن الآداء وتم الاستفادة من المقومات الهائلة التي يختزنها هذا الوطن لا سيما من بوابته الشمالية حيث المنظومة الاقتصادية المتكاملة من طرابلس الكبرى فإن الأمور ستشهد إنقلابا إيجابيا، لذلك فإن الرئيس دبوسي يرى أن الوضع خطير جدا حاليا، لكن المستقبل سيكون واعدا إذا ما تمت الاستفادة من القدرات اللبنانية.
في حديث الى إذاعة “صوت كل لبنان” أطلق الرئيس دبوسي أكثر من صرخة من أجل الاسراع في الانقاذ ووقف الانهيار السريع والكبير، خصوصا أن البلاد تقف على حافة الهاوية ولم يعد هناك من مداميك تدعم صمودها، ما يتطلب مسؤولية وطنية تترجم بالتخلي عن كل الأنانيات والمصالح والمكاسب وبالتعاون مع المجتمعين العربي والدولي للحد من هذا الانهيار ووضع الخطط الاستراتيجية لاعادة الروح الى الاقتصاد اللبناني الذي يُعتبر العامل الأساسي في الاستقرار الذي ننشده جميعا.
رأى دبوسي أننا نحمل أمانة في تحمل المسؤولية تجاه الذات والعائلة والمجتمع، وسقف طموحنا عال جدا، ونقوم بدور هام لصالح وطننا ومحيطه العربي وبعده الدولي.
وأسف دبوسي لفشل القطاع العام في إدارة البلد، حيث لا نرى وجودا له ولا حتى للدولة بل نجد دويلات لأمراء الطوائف والأحزاب، محذرا من فقدان اللبنانيين إيمانهم بوطنهم، داعيا القيادات والمسؤولين الى وقفة ضمير قبل فوات الأوان.
وإذ شكر دبوسي المجتمعين العربي والدولي لوضع إمكاناتهم في تصرف الشعب اللبناني لمساعدته على تجاوز محنته، أكد أن من سجل قصص نجاح في كل العالم لن يصعب عليه إعادة بناء بلده إذا ما توفرت الارادات الصادقة لذلك، داعيا الى تلقف كل المبادرات والتدخلات من أي جهة كانت وتجييرها لمصلحة الوطن، منوها بعاطفة رئيس جمهورية فرنسا إيمانويل ماكرون الذي جاء الى لبنان مرتين وإطلع على أوضاع الناس، وأرسل مساعدات وقدم مبادرة سياسية للحل، في وقت لم يقم فيه كثير من المسؤولين بالنزول الى الشارع كما لم يسارعوا الى الاستفادة من المبادرة التي تضع البلد على سكة الاصلاح والحل.
ولفت دبوسي الى أن المعاناة باتت أفقية، حيث أن كل العائلات غنية كانت أو متوسطة أو فقيرة تمر بظروف صعبة للغاية، وكثير من المؤسسات أقفلت، كاشفا أن 11 بالمئة من المنتسبين الى غرفة طرابلس والشمال جددوا إنتساباتهم خلال سنة 2020 ما يعني أن نسبة 89% من مختلف المؤسسات التجارية والصناعية والزراعية والسياحية إما أقفلت أو تعثرت.
وشدد دبوسي على أهمية وجود القطاع الخاص الذي يسد الكثير من الثغرات، لكنه غير قادر على الحلول مكان الدولة بل يستطيع دعمها وهو لا يزال يحتضنها بالرغم من الخسائر التي تعرض لها، وقال: القطاع الخاص كفيل بإنعاش البلد على مختلف الصعد كونه يتمتع بثقة دولية ونحن كهيئات إقتصادية لبنانية كنا ننتقل من بلد الى آخر من أجل التواصل، واليوم نحن قادرين بالمصداقية التي يملكها القطاع الخاص وبالخبرات والنجاحات التي يمتلكها على جذب شركاء لنا من اللبنانيين في مختلف بلدان الانتشار أو من المجتمع الدولي بمختلف جنسياته بهدف إعادة بناء الوطن شرط ان يكون للدولة اللبنانية خطة إستراتيجية من جهة ونتفق على وقف الصراعات والتجاذبات السياسية من جهة أخرى.
دبوسي رفض منطق الاستسلام، وقال: صحيح أن الوضع خطير جدا حاليا، لكن المستقبل واعدا جدا.. وردا على سؤال، نوه باقتصادات دول الخليج العربي التي تبقى الأقرب الى لبنان، رافضا منطق المساعدات والهبات والقروض، لمصلحة منطق الشراكة مع دول الخليج، خصوصا أننا كنا شركاء في بناء مجتمعاتها، لكن اليوم يتوجب علينا تهيئة أنفسنا لإعادة إعمار الوطن اللبناني.
تناول دبوسي العلاقة بين المودعين والمصارف فرأى أن الدولار المصرفي للمودعين ليس 3900 ليرة لبنانية بل 2800 ليرة، منتقدا غياب الخطط العملية التي عرّضت المودعين لأذى كبير كما أن إدارة الأمور لا تبشر بالخير، متسائلا: هل بدأنا نفتقد الحس الوطني أم أن الضمير الإنساني بات ميتاً وكذلك الإيمان بالوطن، مشددا على ضرورة القيام بكل الخطوات التي من شأنها أن تحفظ قيمة العملة وتحمي الودائع وتحفظ جتى أعمار الناس.
وعرض دبوسي لتفاصيل المنظومة الاقتصادية المتكاملة من طرابلس الكبرى ببعدها الوطني والاقليمي والدولي، مشيرا الى ما تختزنه هذه المنطقة من إمكانات للاستثمار، وما تعانيه من أزمات، ما يجعل إعمار لبنان من طرابلس الكبرى، ولا سمح الله قد يكون دمار لبنان من طرابلس الكبرى.
وردا على سؤال، أكد دبوسي رفضه المطلق تحويل اللبنانيين الى متسولين، كاشفا أننا نسير على كنوز من الألماس والذهب لكننا للأسف حفاة، وبالتالي لا يمكن أن نختزن في منطقتنا كل هذه القدرات والامكانات لاطلاق المشاريع الاستثمارية ونكون جياع.
وشدد دبوسي على أن طرابلس الكبرى هي المنطقة الوحيدة التي نستطيع ان نبني فيها منظومة إقتصادية إستثمارية متكاملة ضمن اطار واجهة بحرية معظمها مملوك من الدولة اللبنانية وتمتد من مرفأ طرابلس وصولا الى مطار الشهيد الرئيس رينه معوض في القليعات، كما أن اعماقها البحرية مناسبة وتبعد 6 كلم عن الحدود السورية اللبنانية من جهة العريضة و13 كلم من جهة العبودية ولدينا سهل عكار الشاسع ويشكل حاضنة للزراعة والصناعة والتخزين واللوجيستيات.
وأشار دبوسي الى أن هذه المنظومة كانت موضوع حوار ومباحثات خلال إنعقاد مؤتمر الإستثمار اللبناني الإماراتي الثاني في تشرين الاول من العام 2019 بحضور الرئيس سعد الحريري ومع موانىء دبي العالمية والمنطقة الحرة في جبل علي وإستكملنا الحوار في أواخر العام المنصرم 2020 ولا يزال الجانب الإماراتي الشقيق ينتظر صدورالمرسوم الخاص بالمنظومة الإقتصادية لتحديد إستثماراته فيها سواء بالمزايدة أو المناقصة.
وختم دبوسي مؤكدا الاستمرار في الاندفاعة نحو تنفيذ المشاريع الاستثمارية التي تنهض بلبنان من طرابلس الكبرى، مشددا على أن الرؤى الخيرة ستنتصر والافكار الشريرة ستسقط، ولبنان سيبقى جزءا من المجتمع الدولي، خصوصا أننا كلبنانيين لسنا متسولين ولا ارهابيين ولا دمويين بل شركاء فاعلين في بناء المجتمعات البشرية جمعاء.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى