أيها المواطن: هل أكلت “الضرب” مع “هديل”؟
لم تكن قصة الأرز “المسرطن”، لتمرّ من دون ضجة، لو أن معالجتها جرت وفق الأصول المتّبعة من قبل المعنيين والأجهزة الرقابية التي اكتفت بطرح هذه القصة “الفضيحة”، مع إسداء النصيحة للمستهلك الذي “أكل الضرب” عندما اشترى واستهلك كميات الأرز التي وصل حجمها إلى ما يقارب ال24 طناً.
أكثر من سؤال قد رافق الحديث عن هذا الأرز من ماركة “هديل”، الذي هو من نوعية فاخرة، المستورد من قبل “شركة السلطان للمواد الغذائية”، وقد تمّ إغراق الأسواق به مع عروضات على سعره، ما ساهم في رفع نسبة الإقبال على شرائه، وبالتالي نفاد الكمية الكبيرة قبل أن تبدأ الإجراءات المتعلقة بضبطه في المستودعات، وتحليله من أجل اكتشاف نسبة المواد المضرّة فيه، والتي هي على وجه التحديد مبيدات للحشرات.
وفي الرواية الكاملة التي حصلت عليها “ليبانون ديبايت” بعدما قامت باستقصاءات لتبيان الحقيقة وعرضها أمام الرأي العام، فإن رجل أعمال ومرشّح سابق للإنتخابات النيابية، قد استورد في العام الماضي 24 طناً من الأرز، وتعهّد للجمارك بعدم بيعها إلاّ بعد تحليلها، علماً أنه بعد التحليل، تبين أنها تحتوي مواداً مسرطنة بنسبة متدنية جداً.
إلاّ أن الخطوة الفاضحة، برزت عند محاولة الكشف على المستودعات حيث تمّ تخزين أطنان الأرز، فكانت المفاجأة أن هذه الكمية الضخمة قد تمّ بيعها في الأسواق، وبالتالي، سُحبت القضية من التداول الإعلامي، خصوصاً وأن المستورد يتمتع بدعمٍ سياسي، فيما بقي الملف في عهدة القضاء للمتابعة.
“ليبانون ديبايت” يتعهّد أمام الموطنين بمتابعة هذه القضية وتفاصيلها حتى النهاية، للحؤول دون الإستخفاف مجدّداً بصحة اللبنانيين.