إسرائيل تشن حملة برّية ضدّ “حماس”… ونتنياهو يُعلن بدء “المرحلة الثانية” من حرب غزة
شنّ الجيش ال#إسرائيلي عمليات برّية ضد حركة المقاومة الإسلامية ال#فلسطينية (حماس) في #غزة اليوم، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي #بنيامين نتنياهو التصعيد بـ”المرحلة الثانية” من الحرب المستمرّة منذ ثلاثة أسابيع.واجه سكان غزة المحاصرون انقطاعاً شبه كامل للاتصالات والإنترنت مع قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بإلقاء قنابل ودخول قواتها ومدرعاتها إلى القطاع الذي تديره “حماس”، مع إشارة قادة الجيش الإسرائيلي إلى أنّهم يستعدون لهجوم برّي موسع. في حديثه في مؤتمر صحافيّ في تل أبيب أمس، نبّه نتنياهو الإسرائيليين إلى توقّع حملة “طويلة وصعبة”، لكنه لم يصل إلى حدّ وصف التوغلات الحالية بأنّها اجتياح. وقال مسؤولون أميركيون إنّ بعض مساعدي الرئيس الأميركي جو بايدن نصحوا نظراءهم الإسرائيليين بتأجيل شنّ هجوم فوري شامل.ومع أن العمليات البرية الأولية تبدو محدودة في الوقت الحالي، تعهّد نتنياهو بعدم ادّخار أيّ جهد لتحرير أكثر من 200 رهينة، منهم أميركيّون وأجانب آخرون، تحتجزهم “حماس”. وقال للصحافيّين: “هذه هي المرحلة الثانية من الحرب التي أهدافها واضحة، وهي تدمير قدرات (حماس) الحاكمة والعسكرية وإعادة الرهائن”. وأضاف: “نحن فقط في البداية. سوف ندمّر العدو فوق الأرض وتحتها”. شدّدت إسرائيل حصارها وقصفت غزة لمدة ثلاثة أسابيع منذ الهجوم المدمر الذي شنته حركة “حماس” في السابع من تشرين الأول. وقالت السلطات الإسرائيلية إنّ ما لا يقلّ عن 1400 إسرائيلي قُتِلوا في اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد الممتدّ 75 عاماً.
تؤيّد الدول الغربية بشكل عام ما تقول إنّه حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في مقابل غضب دولي متصاعد بسبب عدد ضحايا القصف، فيما تتزايد الدعوات إلى “هدنة إنسانية” للسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية. وتقول السلطات الطبية في قطاع غزة، الذي يبلغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة، إنّ 7650 فلسطينياً قتلهم القصف الإسرائيلي. ومع تحول العديد من المباني إلى أنقاض وصعوبة العثور على مأوى، يعاني سكان غزة نقص الغذاء والماء والوقود والأدوية. وتفاقمت محنتهم منذ ليلة الجمعة عندما انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت، وأعقب ذلك قصف عنيف طوال الليل. واستمرّ انقطاع الاتصالات حتى اليوم.,
قال أحد الصحافيّين في غزة، الذي قضى ليلة مرعبة على سلّم أحد المباني بينما كانت القنابل تسقط وتتبادل القوات الإسرائيلية على ما يبدو إطلاق النار مع المقاتلين الفلسطينيين: “كان الله في عون أيّ شخص تحت الأنقاض”. ورفض كبير المتحدثين العسكريّين الإسرائيليّين القول ما إذا كانت إسرائيل تقف وراء انقطاع الاتصالات في غزة، لكنّه قال إنها ستفعل ما يلزم لحماية قواتها. أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ إسرائيل أرسلت قوات ودبابات إلى غزة مساء الجمعة، مع التركيز على البنية التحتية بما في ذلك شبكة الأنفاق الواسعة التي بنتها “حماس”. ولم يقدّم تفاصيل عن حجم الانتشار. وكرر نتنياهو أمس دعوة إسرائيل للمدنيّين الفلسطينيّين لإخلاء شمال قطاع غزة، حيث تركّز إسرائيل هجومها على مخابئ “حماس” ومنشآت أخرى. لكن الفلسطينيّين يقولون إنّه لا يوجد مكان آمن، حيث دمرت القنابل أيضاً المنازل في جنوب القطاع المكتظ بالسكان. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ “كارثة إنسانية تتكشف أمام أعيننا”. وذكر ديبلوماسيون أنّ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعتزم الاجتماع الإثنين لبحث الأزمة بين إسرائيل وغزة.
من جانبه، عرض الملياردير إيلون ماسك شبكة تشغيل خدمة “ستارلينك” للاتصالات عبر الأقمار الصناعية التابعة لشركته “سبيس إكس” في غزة “لمنظمات الإغاثة المعترف بها دولياً”. وردّت إسرائيل بأنّها ستعارض هذه الخطوة قائلة إنّ “حماس” “ستستخدمها في أنشطة إرهابية”. وقال نتنياهو الذي التقى بعائلات الرهائن أمس إنّ الاتصالات لتأمين إطلاق سراحهم ستستمر حتى أثناء الهجوم البري وإن الضغط العسكري على “حماس” قد يساعد في إعادتهم. ولم يذكر تفاصيل. بدوره، قال مصدر مطلع على المحادثات إنّ المفاوضات بوساطة قطرية بين إسرائيل و”حماس” استمرت ولكن بوتيرة أبطأ بكثير مما كانت عليه قبل التصعيد الذي وقع يوم الجمعة في غزة. وقالت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس” إن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في شمال شرق ووسط غزة. وأضافت أن “كتائب القسام وكل قوى المقاومة الفلسطينية بكامل جهوزيتها تتصدى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغلات”.
وحضّت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إسرائيل على الامتناع عن شنّ هجوم بري كبير خوفاً من سقوط عدد كبير من الضحايا الفلسطينيّين واتّساع نطاق الصراع، فضلاً عن منح مزيد من الوقت للمفاوضات في شأن الرهائن. لكن مسؤولين أميركيّين قالوا إنّ الأمر متروك لإسرائيل لاتخاذ قراراتها بنفسها. ووسط مخاوف من أن تتحول الحرب بين إسرائيل و”حماس” إلى صراع إقليمي، قال وزير الدفاع يوآف غالانت للصحافيّين إنّ إسرائيل ليس لديها مصلحة في توسيع القتال إلى ما هو أبعد من غزة لكنها مستعدة على جميع الجبهات. وأدت الأزمة إلى خروج مئات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيّين في مدن في أنحاء أوروبا والشرق الأوسط وآسيا أمس.