اذا تحداه نتنياهو واقتحم رفح.. كيف سيرد البيت الأبيض؟
وسط تنامي التوترات مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، لوح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مجددا أمس بعزمه اقتحام مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.وعلى الرغم من أن البيت الأبيض أكد بدوره أمس أنه لم يطلع على أي خطط إسرائيلية تتعلق برفح، فإن حراكاً حثيثاً يجري في كواليسه، لبحث كيفية الرد على أي تحرك إسرائيلي من هذا النوع.يدرس الخياراتإذ تدرس إدارة بايدن عدة خيارات حول كيفية الرد إذا تحدى نتنياهو تحذيرات الرئيس المتكررة من شن غزو عسكري على المدينة الفلسطينية التي يتكدس فيها آلاف النازحين، من دون خطة موثوقة لحماية المدنيين، حسب ما كشف مسؤول أميركي سابق وثلاثة حاليون لشبكة “أن بي سي”، اليوم السبت.كما كشف أحد المسؤولين أن واشنطن نصحت الحكومة الإسرائيلية بتجنب عملية عسكرية كبيرة في رفح، والقيام بدلا من ذلك بمهام “لمكافحة الإرهاب”.وتجري المناقشات وسط قلق متزايد في الإدارة وإحباط بين الديمقراطيين في الكونغرس من تجاهل تل أبيب بكل بساطة لمناشدات بايدن.وفي السياق، قال السيناتور الديمقراطي عن ولاية ماريلاند، كريس فان هولين، “دعا بايدن مراراً وتكراراً الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات معينة لحماية المدنيين الفلسطينيين، لكن نتنياهو تجاهلها مرارًا وتكرارًا أيضا”.كما أضاف أن هذا التصرف يجعل الولايات المتحدة تبدو ضعيفة.يأتي هذا فيما أعلن البيت الأبيض، أمس الجمعة، أنه يريد الاطلاع على خطة إسرائيل حول تنفيذ عملية عسكرية في رفح بحيث تضمن حماية المدنيين، وذلك بعدما أكد نتنياهو أن الحكومة المصغرة وافقت على خطة الجيش لشن الهجوم على المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، والتي أضحت ملجأ لمئات الآلاف من الفارين من الحرب.وكانت العديد من المنظمات الأممية والدول الغربية والعربية، حذرت مرارا من أن أي هجوم على رفح التي تعج بنحو 1.4 مليون نازح فلسطيني، سيتسبب بكارثة أكبر.كما نبهت الأمم المتحدة إلى أن لا مكان آمناً في كامل القطاع، وبالتالي لا يمكن نقل نازحي رفح، لافتة إلى أن الحديث عن تلك المسألة ضرب من الخيال، في إشارة إلى تلميح عدد من المسؤولين الإسرائيليين على رأسهم نتنياهو إلى أنه تم إعداد خطة لإجلاء المدنيين.يذكر أنه على الرغم من التوترات بين بايدن و”بيبي” كما يسميه، لا تزال واشنطن تؤكد أنها الحليف الأوثق لإسرائيل، وقد نفت سابقاً وضعها أي قيود على شحنات الأسلحة التي سلمتها لتل أبيب وسبل استعمالها، على الرغم من الضغوط التي يتعرض لها بايدن من قبل قاعدتها الديمقراطية الانتخابية التي أعربت عن استيائها في استطلاعات الرأي من فشله في الدفع إلى هدنة، على الرغم من مرور أكثر من 5 أشهر على تفجر الحرب، وارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين إلى أكثر من 31 ألفا.