الإهانات الروسية للأسد: رحلة من التنازل إلى الهروب الأخير
في السنوات التي سبقت سقوط بشار الأسد، تعرض لعدد من الإهانات من حليفه الروسي، تقبلها الأخير بكل أريحية، متنازلاً عن سيادة بلاده كجزء من مكافأته لروسيا التي دعمته عسكريًا في حربه ضد السوريين. كان هذا التنازل من الأسد مقابل تمسكه بالسلطة، حيث أصبح الحليف الروسي القوة المهيمنة التي ساعدته على البقاء في الحكم طوال سنوات النزاع.
في الثامن من كانون الأول، أعلن الأسد عن فراره إلى روسيا، بعد أن أصدرت موسكو قرارًا بإخلائه من القاعدة العسكرية في حميميم اللاذقية وتأمين رحيله. بحسب بيان منسوب للأسد، لم يكن جيشه هو من طلب إخلاءه، بل كان الطلب من موسكو، التي قررت نقله في اللحظات الأخيرة لتأمين هروبه.
أحد أشهر الإهانات التي تعرض لها الأسد كان في عام 2017، عندما حاول اللحاق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء زيارته لقاعدة حميميم في اللاذقية. وعند محاولته اللحاق ببوتين، قام أحد العسكريين الروس بمنعه بوضع يده على مرفق الأسد، مانعًا إياه من التقدم. ورغم الإهانة الواضحة، تقبل الأسد الأمر، وهز رأسه مؤكدًا استجابته للأوامر الروسية.
حادثة أخرى وقعت في حزيران 2016، عندما فوجئ الأسد بزيارة مفاجئة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى قصره دون إشعار مسبق. وفي فيديو نشرته وسائل الإعلام، أقر الأسد بأنه لم يكن على علم بالزيارة، وقال له “مفاجأة سارّة!” ما يعكس عدم إبلاغه بهذه الزيارة من قبل مسؤوليه.
أما في تشرين الثاني 2017، فقد تداولت وسائل الإعلام صورًا من لقاء الأسد مع بوتين في سوتشي، حيث ظهر الأسد في وضعية معانقة لبوتين، ما أثار سخرية كبيرة، إذ بدت الصورة وكأن بوتين يتعامل مع الأسد كابن صغير، في مشهد وصفه البعض بـ”المذل”.
تُوجت هذه الإهانات بحادثة أخرى في عام 2017 عندما تم نقل الأسد إلى موسكو على متن طائرة شحن روسية، وهو ما أعلنه الإعلام الروسي في ذلك الوقت. وعلى الرغم من أن الإعلام الرسمي للأسد لم ينف الخبر، إلا أن تلك الحادثة عززت من صورة الأسد في نظر الكثيرين كمجرد تابع لروسيا، مما يعكس مدى تنازله عن سيادة بلاده.
كل هذه الإهانات تكشف عن تنازل بشار الأسد المستمر عن سيادة بلاده مقابل تمسكه بالسلطة، في وقت أصبح فيه حليفه الروسي هو المتحكم في مصير النظام السوري.
المصدر: العربية