خاص :(الصحافة اللبنانيةlebpress)

الانتخابات البلدية… فضيحة قادمة بحجم وطن!

بقلم: ابن طرابلس طلال بلطه جي (أبو ربيع)

في زمنٍ صار فيه الكذب مباحًا والباطل يُسوّق كحقيقة لم تعد الشعارات تُقنع أحدًا ولم يَعد المواطن اللبناني يصدّق السياسيين حين يتحدّثون عن «عدم التدخّل في الانتخابات البلديّة»

كفى ظلمًا وخداعًا فقد شبع الناس خُطبًا رنّانة تملأ الشاشات بينما الحقيقة تكتب تحت الطاولة بأقلام المحاصصة والتفاهمات حيث يُختار رؤساء البلديّات وأعضاؤها على أساس الولاءات لا الكفاءات.

الانتخاباتُ البلديّة ليست تفصيلًا عابرًا إنّها مقياس حقيقي لنبض الناس وتمثيل شعبيّ يوميّ يعنى مباشرةً بشؤون المواطن من نظافة الشوارع إلى إنارة الطرقات وتعبيد الأزقّة ورعاية المرافق العامّة

إنّها الحكومة الأقرب إلى الناس لكنها تحولت إلى الحلقة الأضعف والأكثر تسييسًا وتهميشًا.

واليوم ونحن على أبواب هذا الاستحقاق تظهر مشاريع مشبوهة وتحالفات مفاجئة لا يجمعها إلّا تقاطع المصالح الشخصية الضيقة والدليل أن بعض القوى في طرابلس تحالفت على ما يخدم مصالحها لا مصلحة المدينة التمريرات ستُستكمل إذا سيطروا على المجلس البلدي كما حصل سابقًا مشاريع مشبوهة لوائح مشبوهة تحالفات مشبوهة وكأن السياسيين في طرابلس لم يتعلموا شيئا من دروس الماضي بعد أن انحدرت المدينة وبلديتها إلى القعر بسبب المحاصصة.

بلدية طرابلس التي احترق مبناها عام 2019 خلال الثورة لم تصلَّح حتى اليوم فأين الخططُ لإعادة بنائها؟
أين مشاريع التطوير؟
لا بد من برامج عملية شاملة تنقل البلدية من الجمود إلى مسار النهوض الحقيقي
من يترشّح اليوم يجب أن يقدم حلولًا لا شعارات.

ومثال الفشل الصارخ ماثل أمامنا في نهر أبو علي النهر الذي كان يفترض أن يكون شريانًا أخضر نظيفا يمرّ في قلب طرابلس تحول إلى مكبّ عشوائي للنفايات فاكهة تالفة بقايا أقمشة أوساخ منزلية تجلب من الضواحي والمناطق المجاورة وترمى في مجراه على مرأى ومسمع رئيس البلدية وأعضائها، ونواب المدينة والمحافظ …من يعجز عن وقف هذه الجريمة البيئية لن يستطيع حل أزمة أكثر تعقيدا أو إنعاش مدينة تختنق.

ومن عجز عن معالجة ملف بسيط كمسألة الكلاب الشاردة ووعد مرارا بحلّه دون أن يحرك ساكنًا كيف له أن يُقنع الناس اليوم بقدرته على إدارة بلدية؟
من لم يستطع أن يحل أبسط الأزمات اليومية لن ينجح في حمل مسؤوليات أكبر ولن يكون سوى نسخة متكرّرة من الفشل السابق.

كما أن عجز بعض المرشحين عن دفع مستحقات الترشح يطرح تساؤلات : من يقف خلفهم؟

من يمول؟

هذا بحدّ ذاته مؤشّر خطير على ترشيحات مدفوعة وموجهة من خلف الستار!!

الأخطر أن معظم اللوائح لم تُعلَن بعد، والتي تم الاعلان عنها هي واضحة بالاسماء كضوء الشمس انها مدعومة من سياسيين قالوا عبر المنابر الاعلامية انه يجب على الطرابلسيين ان يختاروا رئيس بلديتهم وهم كاذبون وأكبر دليل ان الاسماء للتي اعلن ترشيحها محروقة ومعروف اتجاهها السياسي، ويا سادة حين تدخل السياسة إلى البلدية يتحول العمل البلدي إلى ساحة تعطيل كما جرى سابقًا ويستمر اليوم …والخاسر الوحيد هو المدينة وأهلها حيث تتقاسم القوى السياسية البلدية كما يُقسّم قالب الحلوى يتشاركون النفوذ والمناصب دون أدنى اعتبار للمصلحة العامّة.

كفى يا نوّاب طرابلس محاصصة وتقاسمًا للنفوذ…كفى هيمنة على القرار البلدي والإنمائي
كفى فسادًا وتسييسًا.
آن الأوان أن ترفعوا أيديكم عن المدينة، وأن تفسحوا المجال أمام من يملك الكفاءة والنزاهة ليخدمها بحقّ.

لقد أصبح التواطؤ على المدينة مكشوفًا من أعضاء بلدية فاشلين إلى نواب يعيدون تدوير الفشل نفسه أما المجلس البلدي فغرق في الفساد والمحسوبيات فليتّقِ الله كل من يترشح مجددا بلا كفاءة وكل مَن يستغل موقعه لخدمة نفسه لا ليخدم مدينته طرابلس وأهلها الشرفاء.

ايها الطرابلسيون إذا استحوذ نواب المدينة على البلدية ستعود المحاصصة إلى الواجهة وسيُعطّل العمل البلدي وتخسر طرابلس مرة أخرى أبسط حقوقها.

آن الأوان لتغيير المعادلة فالانتخابات البلدية ليست فرصة للتمثيل فقط بل فرصة للانتفاض على منظومة الفساد وبداية لاستعادة القرار المحلي على أسس من الكفاءة والشفافية والاستقلالية.
طرابلس تستحق أكثر ولبنان كلّه يستحق أكثر والانتخابات البلدية هي نقطة الانطلاق نحو مستقبل أنظف وأعدل.

إلى نواب طرابلس أصحاب الانجازات الوهمية اليوم تجمعكم المصالح وغدًا تفرّقكم الحصص وسوف تدفع طرابلس وأهلها الثمن ٦ أعوام عجاف ..وهنا يجب أن أذكركم بقول الله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ۝ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾
صدق الله العظيم
ابن طرابلس طلال بلطه جي (أبو ربيع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى