البيان الختامي “دور الجامعات في إدارة النهضة المواطنية”
اعداد الدكتور مصطفى الحلوة
نظم” مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية”، بالشراكة مع مؤسسة (Hanns Seidel) الألمانية، وبالتعاون مع الجامعة اللبنانية، ورشة تفكير ونقاش، عنوانها “دور الجامعات في إدارة النهضة المواطنية”، على مدى يومي 18 و 19 حزيران 2021 (بيروت فندق Bossa Nova). استُهلَّت الورشة بجلسة افتتاحية، تكلم فيها على التوالي: عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية البروفسور أحمد محمد رباح، ورئيس “مركز تموز ” د. أدونيس العكره، ومندوب “هانز زايدل” في لبنان الأستاذ طوني غريِّب، ومنسقة أعمال الورشة د. نور عبيد.
تلت جلسة الإفتتاح ستُّ جلسات، قُوربت فيها الأطروحات الآتية: المواطنية كمادة دراسية وبحثية / إمكانية المبادرة إلى تفعيل العمل المواطني وآليات إدارته في الجامعة/ دراسة إشكالية المواطنية وديناميتها في المجتمع/ خبرات وشهادات في المواطنية وحقوق الإنسان/ المواطنية في الجامعة والفضاء العام/ تقويم نقدي وإصلاحي للمواطنية في الأكاديميات.
و سُجِّل في الجلسة الافتتاحية الإعلان عن خطوتين، أولاهما من قِبل العميد رباح، مفادها شروع كلية الآداب (الجامعة اللبنانية) بوضع استراتيجية، على المديين المتوسط والبعيد، لتعزيز حضور المواطنية والتربية عليها في الكلية، وتوثيق الصلة مع المجتمع الأوسع خارجها. وثاني الخطوتين توجُّه “مركز تموز”، بحسب د. العكره، إلى إنشاء “شبكة المواطنية في لبنان”، عَبْرَ تشبيك بين “المركز”ومؤسسات المجتمع المدني، وليكون دورٌ أساسي للجامعة اللبنانية، في هذا المجال.
وتميزت الورشة بحوارٍ تفاعلي بين المحاضرين وبين جمهورٍ، ينتمي معظمه إلى الفضاء الجامعي، لا سيما طلبة الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية وبعض الجامعات الخاصة العاملة في لبنان.
وخلص المشاركون، إلى أن هذه الورشة تطرح على الجامعة اللبنانية جُملةً من الإشكاليات / التحديات، كونها تكِلُ إليها دورًا عملانيًا في إدارة النهضة المواطنية، إلى دورها الأساسي، كمعينٍ لإنتاج المعرفة.
في المقترحات والتوصيات
1- السعي إلى إيجاد إطار عمل جامع، من خلال التشبيك بين الجامعة اللبنانية ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية الفاعلة، ومأسسة هذا الإطار، وأن تكون له صفة الديمومة، وليُكبَّ ، عبر دوره ومهامه، على قضايا المواطنية والتربية عليها.
2- مواكبة الخطة الاستراتيجية لكلية الآداب والعلوم الإنسانية (الجامعة اللبنانية)، بما يفضي إلى أقرارها، فتُوضع موضع التنفيذ العملي ، مع انطلاقة العام الجامعي 2021- 2022.
3- مباشرة “مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية” ببلورة توجهه وإطلاق “شبكة المواطنية في لبنان” ، والقيام بالخطوات العملانية، لجهة التشبيك مع الجامعة اللبنانية والمجتمع المدني والأهلي.
4- دعوة رئاسة الجامعة اللبنانية- وعلى غرار ما سيُعمل به في كلية الآداب- إلى تخصيص مقرّر دراسي إلزامي حول المواطنية والتربية عليها في جميع كليات الجامعة ومعاهدها، وبما يعود إلى كل الاختصاصات (بدءًا من السنة الأولى وحتى التخرّج).
5- دعوة الجامعة اللبنانية إلى التزام مندرجات “الإعلان العالمي للتعليم العالي المتوازن والشامل”، الصادر عن الأونسكو، والذي يُشدِّد على مساهمة الجامعات في التنمية المُستدامة، وتحسين أوضاع المجتمع، عبر تعليم عالٍ نوعي، يجعل المتخرج قادرًا على الانخراط في الفعاليات الوطنية والاجتماعية والإنسانية.
6- دعوة الجامعة اللبنانية إلى “تخفيف” الوصاية المفروضة على الجامعة، حتى حدود دُنيا، من قبل أهل السياسة، بمختلف مشاربهم، وفرض خطاب وطني اجتماعي داخل مجلس الجامعة، كونه المرجع الأساسي في اتخاذ القرارات، وتحسين مستوى التعليم، بما يُوفِّر حصانة عالية أمام أي تدخل وضغوطات من خارج الجامعة.
7- لجهة التعيينات الإدارية، في كليات الجامعة اللبنانية ومعاهدها، عدم “تلوينها” بألوان طائفية/ مذهبية، لما لذلك من منعكسات سيئة، على مسار العملية الإدارية والتعليمية، وعلى قضية المواطنية.
8- إعادة إحياء “الاتحاد الوطني لطلبة الجامعة اللبنانية”، ما أن تسمح الظروف العامة، وإجراء الانتخابات الطالبية. علمًا أن الطلاب شكّلوا قوة الضغط الأساسية لإنشاء الجامعة اللبنانية، مطلع خمسينيات القرن الماضي.
9- جعل أطروحة المواطنية عابرةً لكل مقررات التدريس، في مناهج التعليم ما قبل الجامعي، لما لكل مقرّر من دورٍ فاعل في ترسيخ قيم المواطنية (فمقرّرا التاريخ والجغرافيا، يكرّسان قضية الانتماء المواطني والهوية- والعلوم والرياضيات يرسّخان قيم التفكير العقلاني والمنطقي.. وهكذا دوليك). علمًا أن هذه المهارات المكتسبة ستنسحب بالضرورة على مختلف المواقف وسلوكيات الفرد اليومية.
10- اعتماد وزارة التربية (لبنان) كتابًا موحّدًا للتربية المدنية، في قطاعي التعليم الرسمي والخاص، يتضمّن قيم المواطنية والتربية عليها، وتاريخ الأديان، إضافة إلى القيم الدينية المشتركة، ذات البُعد الإنساني، من دون التطرّق إلى المسائل العقيدية.
11- الإفادة من تكنولوجيا المعلومات، بتنزيل تطبيق Application حول المواطنية، عبر وسائط: التويتر والفايسبوك والواتساب، يضع مضمونه متخصصون في علوم التربية ومختلف العلوم الإنسانية، ويُشرف عليه تقنيون في مجال المعلومات.
12- خلق جيش الكتروني مواطني (جعل العلم اللبناني كشعار له Logo) يتصدّى للقيم الهابطة، التي تتهدّد قيم المواطنية، وتؤثِّر سلبًا على الأمن المجتمعي.
13- الإفادة من الألعاب الإلكترونية للأطفال (Games) ذات التوجُّه المواطني، ومحاذرة ترويج الألعاب التي تُرسي قيم العنف والثأر والغلبة، ومختلف القيم الهابطة التي قد تُنقش في واعية الأطفال، وتنتقل معهم إلى المراحل العُمرية اللاحقة.