لبنان

التنسيق بين أعضـ.اء “الخماسية” مستمر حول لبنان

دخل لبنان مرحلة الإنتظار الثقيل، لاسيما أن كل الملفات لا تزال موضوعة في ثلاجة الترقب، الأمر الذي كشفته بوضوح زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان – إيف لودريان إلى بيروت، حيث لم يُسجل أي خرق على صعيد الإستحقاق الرئاسي، الذي بحسب المتابعين والمواكبين، اعتُبر عنواناً عرضياً وغير أساسي، وانصبّ التركيز على تنفيذ القرار 1701. وكان لودريان حازماً وحاسماً في هذا الشأن عندما شدد أمام الذين اجتمع بهم على تنفيذه. فسكان المستوطنات على الحدود الشمالية مع لبنان، وتحديداً كريات شمونة ونهاريا والمطلة، لن يعودوا إلا اذا استتب الأمن والاستقرار على الحدود بين البلدين، بمعنى إما العودة إلى خط الليطاني وإما التوصل إلى ضمانات للإلتزام بهذا القرار.أما على خط التمديد لقائد الجيش، فتقول مصادر سياسية متابعة لهذه المسألة إن لودريان ركز على هذا المنحى إذ يرى ان الأزمة طويلة وتداعيات الحرب ستجرّ لبنان إلى مطبات كثيرة، إن على صعيد إشعال الجبهة الجنوبية أو توسيع رقعة العمليات العسكرية، فحتى الساعة لا هدنة نهائية وليس ثمة وقف لإطلاق النار، لذلك يجب أن يكون على رأس المؤسسة العسكرية قائد لمتابعة مجريات ما يحصل أمنياً، وهذا ما ركز عليه في كل لقاءاته، ومن هنا جاء الإجتماع “الفاتر” بينه وبين رئيس “التيار الوطني الحر” النائب #جبران باسيل.في السياق، تقول المصادر إن أكثر من سيناريو وُضع خلال زيارة لودريان وما قبلها وما بعدها، وتحديداً مع زيارة #الموفد القطري “أبو جاسم” إلى بيروت، والذي التقى عددا من المرجعيات والقيادات السياسية والأمنية بعيداً عن الأضواء، وعرض إمكان انعقاد مؤتمر للحوار الوطني في الدوحة، ليكون جسر عبور لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. ويُنقل أيضاً ان زيارة لودريان إلى بيروت أساسها اللقاء الذي جمعه قبيل توجهه إلى العاصمة اللبنانية مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، حيث كان التوافق بين باريس والرياض حول كل الملفات التي حملها معه إلى لبنان، والتواصل والتنسيق مستمر بين الطرفين، وقد يعقد لقاء قريب بينهما باعتبارهما يتابعان الوضع في لبنان من كل جوانبه إن على صعيد الإستحقاق الرئاسي أو عبر الصندوق السعودي – الفرنسي التنموي والإستثماري، حيث سيشارك في اللقاء السفير السعودي وليد بخاري المواكب لهذه المسائل، والذي سبق له ان شارك في كل اللقاءات من باريس إلى الرياض وبيروت.وتلفت المصادر نفسها الى أن ما يجري اليوم يبقى في إطار التواصل، وثمة معلومات دقيقة أن المجتمع الدولي، لاسيما المعنيين بالملف اللبناني من اللجنة الخماسية، يسعون لحل معضلة الرئاسة والتوصل إلى إجماع، وقد يُفرض إذا بقيت الأمور على ما هي، على غرار ما حصل في استحقاقات سابقة، لأنهم يدركون أن لبنان هو الحلقة الأضعف، وثمة متغيرات كثيرة في المنطقة، فالحرب قد تستمر وقتاً طويلاً وتتوسع رقعتها، وفي حال حصلت تسويات يجب أن يكون هناك رئيس للجمهورية لمواكبة التطورات ومجريات الأوضاع في ظل ما يعانيه لبنان من أزمات إقتصادية واجتماعية ومالية، إلى موضوع النازحين، وان تداعيات حرب غزة ستنسحب عليه باعتباره يتلقف الإرتدادات الحاصلة في الاقليم. وبناء عليه، ستستمر مشاورات فرنسا مع المسؤولين السعوديين والمتابعة ستكون في وقت قريب نظراً الى ما يملكه سفراء هذه اللجنة ودولهم من معطيات عن مخاطر تحيط بلبنان، وعلى هذه الخلفية كانت التحذيرات واضحة عندما قال لودريان لأحد الذين اجتمع بهم: “حذارِ انزلاق لبنان إلى الحرب لأنها ستكون كارثية ونحن نحذركم بشكل جدي، وإلا تحمّلوا مسؤولية ما قد يحدث. الوضع خطير جداً في المنطقة وانعكاساته على لبنان ستكون الأخطر بين أقرانه”.وعُلم أن متابعة نتائج زيارة الموفد الفرنسي، ستتوالى في الأيام القليلة المقبلة من قِبل السفير إيرفيه ماغرو والسفير السعودي، في إطار لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين والمرجعيات السياسية والروحية، وبمعنى أوضح، ان الوضع دقيق جدا وينذر بعواقب وخيمة في حال لم تُحصّن الجبهة الداخلية، إن على خلفية الإنقسام الداخلي، أو حرب غزة، واشتعال جبهة الجنوب وارد في أي توقيت، إضافة إلى ما يمر به البلد من أزمات مستفحلة، لاسيما أن لودريان والسفراء الغربيين كانوا واضحين في أن لبنان لن يحصل على أي مساعدات ودعم قبل انتخاب رئيس والإلتزام بالقرار 1701.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى