الثنائي الشيعي” يعمل على مسارين لإيصال فرنجية والمعارضة تهدد بالعصيان المدني!
يمكن الحديث عن انطلاق العد العكسي لتحديد المسار الذي ستسلكه البلاد في المرحلة المقبلة. فقد بات شبه محسوم ان شهر ايلول سيكون مفصليا في هذا المجال، ما يجعل كل القوى السياسية تنكب حاليا على اعداد الخطط والسيناريوهات سواء لخوض مواجهة “كسر عظم” قد تتخذ اشكالا شتى او لركوب موجة تسوية قد تلفح لبنان مع تقدم المشاورات السعودية- الايرانية.وقد بادرت قوى المعارضة بالاعلان عن الخطوط العريضة للمسار الذي سوف تسلكه والذي بات واضحا انه مسار تصعيدي يهدد بافشال المسعى الفرنسي المستجد باكرا خاصة بعدما ربط ٣١ نائبا في بيانهم اي تفاوض مع حزب الله بأن يكون رئيس الجمهورية من يجريه ويتمحور حول مصير السلاح وحصر حفظ الامنين الداخلي والخارجي للدولة بالجيش.وبحسب المعلومات فان النقاشات الحاصلة بين القوى التي وقعت على هذا البيان وقوى ونواب آخرين يؤيدون الكثير من النقاط التي وردت فيه تبحث بخطوات عملية تحدث فرقا بالمواجهة من دون استبعاد دعوة انصارهم ل”عصيان مدني” في المرحلة المقبلة. وقد لمح اصلا النواب ال٣١ لذلك في بيانهم بالحديث عن ان “المواجهة الديمقراطية السلمية ستكون ضمن المسار المؤسساتي وخارجه حيث يجب”.في المقابل، يتمسك “الثنائي الشيعي” بمرشحه الرئاسي سليمان فرنجية اكثر من اي وقت مضى. وهو وبحسب المعلومات وبعد حادثة الكحالة والتي بينت بوضوح تلاشي البيئة المسيحية الحاضنة له وبالتحديد بيئة “التيار الوطني الحر” اصبح اكثر تشددا خاصة في ظل تعويله على ان التطورات الحاصلة اقليميا على صعيد التقارب المتسارع السعودي- الايراني، ستصب لصالحه.وقالت مصادر نيابية مطلعة ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يبدو اليوم اكثر تشددا وتمسكا بفرنجية من حزب الله، لافتة الى ان الطرفين يعملان على مسارين لضمان وصول فرنجية، المسار الاول يتولاه الحزب ويتلخص بالمفاوضات الحاصلة مع “التيار الوطني الحر”، وهو وان كان يعي ان رئيس التيار النائب جبران باسيل “يغلّي مهره كثيرا” ويعلم بعدم امكانية منحه ما يطلبه سلة واحدة وخاصة اللامركزية المالية الموسعة، يعول على ان شعور باسيل بأن التطورات الاقليمية ستفرض رئيسا رغما عن ارادته، سيجعله ينزل عن رأس الشجرة ليلاقي “الثنائي” بعملية انتخاب فرنجية مقابل بعض المكاسب. وقد بات واضحا ان كل الضخ الاعلامي في الآونة الاخيرة عن اقتراب الاعلان عن تفاهم بين التيار والحزب بهذا الخصوص كان مجافيا للواقع وهو ما دفع “الوطني الحر” للخروج الاسبوع الماضي ليعلن التمسك بالتقاطع على اسم جهاد ازعور وبنفي عقد اي لقاء مع فرنجية.اما المسار الثاني، فيعمل عليه بري لجهة تجميع مزيد من الاصوات لفرنجية لقناعته بأن التطورات الاقليمية والتقارب الايراني-السعودي قادر بسحر ساحر على رفع عدد اصوات فرنجية ال٥١ الى ٦٥ وبكل سهولة.ويختصر احد نواب المعارضة من خارج جبهة ال٣١ ما يحصل اليوم بأنه “استثمار بالوقت الضائع” معتبرا ان من يطرح الحوار، وبشكل اساسي “الثنائي الشيعي” هدفه الاساسي تمرير الوقت بانتظار تبلور التفاهمات السعودية-الايرانية وبالتحديد موافقة الرياض على انتخاب فرنجية”.