الثورة السورية.. التزام بأسسها ام انقلاب على رعاتها واهدافها؟
التحول الدراماتيكي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد لا بد وان يكون له انعكاساته على مستقبل المنطقة ومن ضمنها لبنان المفترض ان تتعاطى قواه الداخلية بمسؤولية استثنائية مع هذه المرحلة لتحصين الواقع اللبناني وتكييفه مع التطورات الهائلة على قاعدة ان الأولوية هي لحماية الاستقرار والسلم الأهلي ، خصوصا وان الوضع الجديد في سوريا ستكون له تأثيراته على الاستحقاق الداخلي الأقرب وهو انتخاب رئيس الجمهورية لان ما بعد سقوط الأسد هو بالتأكيد غير ما قبله وبالتالي فإن فرص الأسماء التي سيكون لها الأفضلية لتولي الرئاسة قد تختلف على الأرجح عما كانت عليه قبل الطوفان السوري. كما ان حزب الله سيكون معنيا كذلك باجراء مقاربة جديدة لمرحلة ما بعد سقوط حليفه الاستراتيجي خصوصا ان الحزب يفترض ان يكون قد عاد كليا الى لبنان والأرجح ان أولوياته ستتبدل على هذا الأساس.
قال الوزير السابق فارس بويز مبكر الحديث عن تداعيات ما جرى في سوريا على لبنان، خصوصا وان حتى اللحظة لم تتضح بعد كليا تطورات الثورة فيها . ولا نعلم هل سيلتزم الجولاني ببرنامج استانة الذي حدد أطرها بان تكون سلمية ومدنية ام انه من خلال دخوله الى جامع الاموي كالخلفاء أراد ارسال إشارات بالخروج عن هذا البرنامج . اما واذا استقرت الثورة على العناوين السلمية المرسومة الموضوعة لها فذلك سيكون مفيدا لسوريا ولبنان أيضا . اما في حال جنحت عن مبادئها كما كل الثورات التي بدأت بشيئ وانتهت بآخر ستكون تداعياتها سلبية ليس على الاستحقاق الرئاسي وحسب بل على كل لبنان والمنطقة، خصوصا وان استهداف إسرائيل للمراكز العسكرية السورية وتقدمها نحو جبل حرمون وباتجاه دمشق لا يبشر بالخير اطلاقا ، علما ان لم يتضح الى اليوم بشكل كلي ما يجري على الساحل السوري. إضافة هل ستطلق يد الاتراك في المنطقة الكردية ؟ كلها اسئلة تفتقر للاجوبة فهل هناك تدبير اخر لما حدث في سوريا ام ان من نظم ورعى من اميركا الى تركيا واسرئيل والعرب ومول الثورة يخفون أمورا أخرى . السؤال الطبيعي الى أي مدى ستبقى التنظيمات العديدة على اختلاف أهدافها والمنضوية تحت لواء الثورة منضبطة ضمن الاطر والقواعد التي انطلقت على أساسها . يجب الا يغيب عن بالنا ان الكثير من الثورات انقلبت وقادتها على رعاتها .
ويختم داعيا الجميع في لبنان وليس حزب الله فحسب الى العودة الى الدولة خصوصا وان ذلك يجنبنا الكثير من المعضلات الخارجية والداخلية التي حالت دون قيامها لليوم .