الحزب “يتفرج” على حماس لجر لبنان الى حرب؟
يُعد تصعيد الحزب المستجد باطلاق مسيرات انتحارية هو الأول من نوعه منذ بدء حرب غزة، بحيث استبق خطاب امين عامه السيد حسن نصراالله، واستهدف 19 موقعا عسكرياً اسرائيلياً، ولم يكتفِ بذلك بل اعطى مساحةً خطرة، لكتائب القسام كي تسرح وتمرح براحتها على الحدود، فأطلقت رشقات صاروخية من جنوب لبنان، على مستوطنة كريات شمونة واشعلتها بالنيران، اتت متزامنة مع “بروفا مصغرة” لما يجري في اليمن وسوريا والعراق لِبدء الحرب المفتوحة.وفي حين كثفت اسرائيل الرد على الهجمات الصاروخية، التي تخطت ملعب قواعد الاشتباك الى حدود ال 10 كيلومترات، يتساءل البعض عن دور الحزب التنسيقي مع حركة حماس، على اعتبار انه ليس وحده من ينشط عسكرياً في تحضيراته وتجهيزاته جنوباً، ويبدو ان الفصيلين المسلحين منسجمان انطلاقاً من مبدأ “وحدة الساحات”، وربما يصران على جر لبنان الى حرب هو بغنى عنها، ويُبديان استعدادهما لاستخدام قوتهما كاملةً.في المقابل، ثمة من يعتبر ان حماس – لبنان، متحمسة فوق اللزوم، في سياق الرد على المجازر غير المسبوقة بحق الشعب الفلسطيني، ويشير المراقبون في هذا الصدد، انّ حماس تحت انظار الحزب “المُتفرج”، تتفلت مع الفصائل الفلسطينية الأُخرى على مسافة صفر من الحدود مع اسرائيل، اذ تستخدم الاراضي اللبنانية لمصالحها ولشن الهجومات، تماماً كما كانت تفعل منظمة التحرير الفلسطينية في سبعينيات القرن الماضي والتي ادت وقتذاك الى حرب اهلية دامية.واللافت، في هذا الإطار بحسب مصدر سياسي – امني واسع الاطلاع، أن الحزب ارسل أكثر من اشارة بأنه لا يريد توسيع رقعة المواجهة، سيما انه في ترقب حذر ويده على الزناد، ولا يتوقع المصدر في حديثه الى وكالة “اخبار اليوم”، أن الحزب سيغيّر كثيراً في المسار العام للحرب وفق المعطيات الاخيرة، فغالب الظن أن حماس ستواصل قصف اسرائيل بالصواريخ، للاحتفاظ بهامش من المناورة على الحدود منفردةً، والتي قد تشن هجوماً غير مسبوق وليس في الحسبان، ما قد يؤدي إلى رد اسرائيلي كبير، يُشعل الحرب.