سياسة

السفيرة الفرنسية قالت حقائق لا يحبذ الكثير من اللبنانيين سماعها

إن لبنان ليس على ما يرام. يطيب للبعض أن يعتقدوا اليوم أنّه تمّ تجاوز الأزمة. غير أنّ الاستقرار الحالي إستقرار خادع. إذا ما وضعنا جانباً المساعدات الكبيرة التي تقدمّها الجالية اللبنانية والمجتمع الدولي، ما هو السبب الكامن وراء هذا الاستقرار الظاهري؟ السبب هو الاقتصاد غير الرسمي الذي يتمددّ ويتعمّم. والأمر المقلق هو أنّ هذا الاقتصاد يتغذىّ من الترسيخ المتزايد لعمليّات التبييض وللجريمة المنظّمة التي تنتشر في كافة أنحاء المشرق، بدفع من سوريا التي أصبحت “دولة مخدرّات”. ينبغي قول ذلك علانية ومحاربته. أمّا نموذجكم المالي والإقتصادي فقد بات مُنهَكاً”.هذا الكلام جزء من خطاب طويل القته السفيرة الفرنسية آن غريو في قصر الصنوبر في الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، حيث كثرت الانتقادات لخطابها، الا ان أحدا لم يدقق في التوصيفات الحقيقية والخطيرة التي تعبر عن واقع بلد يتحلل وتحول الى شبه دولة آيلة الى السقوط.يرى وزير سابق واسع الاطلاع على خفايا ما يدور في عواصم القرار ولا يزال في موقع المؤثر لصالح لبنان “ان السفيرة غريو قالت حقائق لا يطيق لبنانيون كثر مقاربتها او الاضاءة عليها او سماعها، والابرز لا بل الاخطر في قراءة ما بين سطور خطاب السفيرة الفرنسية هو ان لبنان بلد فقد رصيده المعنوي واصبحنا على قارعة الطريق ننتظر من يمد لنا يد العون”.ويقول الوزير في حديثه الى وكالة “اخبار اليوم” ان “لبنان بلد صغير ويجب ان يكون لديه دبلوماسية كبيرة، الا ان هذه الدبلوماسية تكاد تكون غائبة، والاخطر ان لبنان ليس لديه سياسة خارجية واحدة لانه يفتقد الى السياسة الداخلية الواحدة، والشرط الاول لنجاح الدبلوماسي وبالتالي الدبلوماسية اللبنانية، هو الاستقالة من الحسابات والزواريب الداخلية اللبنانية”.ويكشف المصدر عن حقيقة مرة مفادها “انه عندما نلتقي بمسؤولين في عواصم القرار او في الدول الشقيقة والصديقة، لا سيما الاساسية فيها، ونطلب منهم مد يد العون للبنان ونسأله لماذا لا تساعدون لبنان؟، يأتينا الجواب الصادم بسؤال معكوس مفاده: لماذا علينا ان نهتم بلبنان؟.ويتناول الوزير الوضع في الجنوب قائلا “ان الوضع عند الحدود الجنوبية أوضح من الوضع الداخلي، وهو وضع مستقر، الا ان ما يُثبت الاستقرار أكثر امران:الاول: معاودة المفاوضات حول تثبيت الحدود البرية، الا ان هذه العودة متعثرة والسبب اسرائيلي وليس لبنانيا.الثاني: العودة الى اتفاقية الهدنة، اي الانتقال من مرحلة وقف الاعمال العدائية وفق القرار 1701 الى مرحلة وقف اطلاق النار وفق اتفاقية الهدنية”.ويلفت الوزير الى انه “لحد الان هناك نوعا من الهشاشة في تثبيت الاستقرار في الجنوب، انما لا احد يريد حربا، لا اسرائيل ولا حزب الله، ويقتصر الامر على مناوشات متنقلة”.وفي الملف الرئاسي، يختصره الوزير القول بالاشارة الى ان “هناك اتجاها لتصعيد الضغط على من يُعرقل انتخاب رئيس للجمهورية، الا ان اهتمام الدول بلبنان يتناقص ولا يزيد وهذا مؤشر سلبي جدا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى