“الطوفان” يصل الى لبنان.. قطاعات “تنطفئ” وفرص التعافي تتعثر
ads
تتسارع الأحداث عند الحدود الجنوبية للبنان، وفيما يسود الحذر والترقّب لما ستشهده الساعات المقبلة من تطوّرات ميدانية وعسكرية للجبهة المشتعلة، تبقى الأنظار متّجهة نحو الانعكاسات الاقتصادية لـ”طوفان الحزب” على الساحة اللبنانية المهترئة بأزماتها العديدة.
لم يكن ينقص الاقتصاد المحليّ سوى اشتعال المعركة عند الحدود الجنوبية وتمدد شعلة الأقصى الى الداخل اللبناني، ولو بطريقة غير مباشرة. فللحروب تأثير كبير على الدول، كيف وان كان الحديث عن بلد تعصف به أزمات اقتصادية اجتماعية سياسية عظمى؟! هل يتحّمل اقتصاده الهشّ مزيداً من الصفعات التي يتوقّع أن تكون أشدّ إيلاماً من ضربات 2006 في ظلّ الانهيار الحالي؟
وفي هذا الصدد، يؤكّد الخبير الاقتصادي أنطوان فرح لـ”لبنان 24″ أن “لا شكّ أن يكون للحرب في غزة تأثيرات مباشرة على الوضع اللبناني بكلّ الاتجاهات ومن ضمنها الاتجاه الاقتصادي، لانه من المؤكد أن يؤثر التوتر في الجوار على البلد، ناهيك عن الخطر من انتقال الحرب الى لبنان وهو ما سينعكس سلباً على الواقع اللبناني”.
ويوضح ان “القطاع الخاص والذي يحدث ديناميكية في ظل الانكماش الحاصل في الاقتصاد سيتأثر بالتوتر الأمني خاصة عندما يكون الوضع غير طبيعي وغير مريح، لكن لا شكّ بأن القطاعات المرتبطة بالسياحة ستكون أول المتأثرين بالوضع”، لافتاً الى ان “السياحة الأساسية في لبنان هي سياحة اللبنانيين الموجودين في الخارج والذين يعودون الى وطنهم الام في كل المناسبات ويساهمون بجزء من انتعاش القطاع الخاص في لبنان وضخّ أموال في الحركة الاقتصادية، لذا في حال استمرّ التوتر بما هو عليه وحتى ان لم تندلع الحرب في لبنان فسنخسر المردود السياحة وسيكون القطاع الخاص قد خسر بدوره الاستهلاك الذي يحدثه المغتربون كما العملة الصعبة التي تضخّ”.
كذلك، حركة السياحة الأجنبية التي يتنظرها اللبنانيون موسمياً ستحظى بنصيبها من الانكماش، بعد أن شهدنا صيفاً نشطاً، ويعيد فرح سبب ذلك الى “انطفاء السياحة في كل المنطقة المتوترة وليس في بلد واحد”.
أمّا في ما يتعلّق بالشأن النقدي، فحدث لا حرج! فالبلد بحالة إرباك كبير . كما أن الضغط على الليرة لم يحدث تغييرا على سعر صرفه حتى اليوم، وفقاً لفرح الذي أشار الى تدخلّ مصرف لبنان للحفاظ على استقرار الليرة.
كما أن انخراط لبنان بأي حرب ضد اسرائيل، قد يتسبب بتضييق طوق الغرب على اقتصاده. إلّا أن فرح يؤكّد لـ”لبنان 24″ ان علاقة لبنان بصندوق النقد الدولي غير مرتبطة بالتطورات الأمنية والحرب، ويقول: “لن تستخدم الدول صندوق النقد للضغط على لبنان، فهي تدرك قدرات الحكومة اللبنانية كما حجم تأثير “حزب الله” على القرار اللبناني “.
ويضيف: “لكن للأسف، في حال كان للبنان أمل باتخاذ خطوات لتصحيح مساره لاعادة العلاقة مع “الصندوق” تمهيداً لاتفاق، في مرحلة الحروب لا مجال لهذا الأمر وبالتالي نكون قد أضعنا مزيداً من الوقت”