الفراغ في شهره الـ11 و”القوات”: طبخة الرئاسة بدأت تنضج
الرئاسة اللبنانية مازالت في الدوامة على الرغم من مرور 11 شهرا على شغورها وعلى انطلاق الحراك الفرنسي، ثم القطري، وقبلهما «الخماسي»، لحث القوى النيابية والسياسية المنقسمة حول ذاتها، على التوحد وصولا بهذا الملف إلى حيث يجب أن يكون.
ويواصل الموفدون القطريون سياسة التكتم حيث يكونون مستمعين في غالب لقاءاتهم مع المرجعيات السياسية والدينية، أكثر مما هم متحدثون، مع الإيحاء بأن الخلاص يكون عبر الخيار الرئاسي الثالث الذي بات أمرا دوليا وإقليميا واقعا، بمعزل عن الاستمرار التكتيكي لـ «الثنائي الشيعي» تمسكا بسليمان فرنجية كمرشح أول وأخير. ويبقى الرهان على عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، المرتقبة في أكتوبر الجاري.
وكشف «تيار المردة»، لأول مرة، عن إغراءات ومحفزات سياسية تلقاها فرنجية، مؤخرا، ورفضها، ثمنا للانسحاب من السباق إلى بعبدا، وهذا الرفض يعكس إصرار فرنجية على التمسك بترشيحه إلى أن يقضي «حزب الله» بالأمر.
ومن التقديمات التي عرضت على الوزير السابق يوسف فنيانوس، المحسوب على فرنجية، والذي ورد اسمه ضمن لائحة المطلوبين إلى القضاء في قضية تفجير مرفأ بيروت، التعهد بمنح «تيار المردة» وزيرين في حكومات العهد الجديد، وتمويل مؤسسات تابعة لـ «المردة» والعمل على رفع العقوبات الأميركية عن فنيانوس.
وعلى صعيد الحراك الديبلوماسي، زارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا النائب ميشال معوض الذي كان أول المرشحين للرئاسة، وتناولت في اللقاء كيفية معالجة أزمة النازحين السوريين.
وكان لافتا، أمس، تصريح لعضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك، أشاد فيه «بدور الجيش اللبناني البطولي في مواجهة الخروقات والتعديات الإسرائيلية». وشدد على ضرورة الحوار للخروج من الفراغ الرئاسي.
ويلوح، في الأفق، بأن هذه الاتصالات ذاهبة باتجاه إحلال «التقاسم» محل «التنافس»، على مستوى الرئاسة الأولى، ورئاسة الحكومة، وجميع العناصر الدستورية المكونة للحكم وعلى غرار معادلة رئيس جمهورية لـ «الممانعة» ورئيس حكومة لـ «المعارضة» التي رفع شعارها الفرنسيون في أوائل أيام مبادرتهم المتراجعة والتي عرضت الرئاسة لفرنجية ورئاسة الحكومة لنواف سلام.
أما «القوات اللبنانية» فقد رأت، في تقريرها السياسي، ان طبخة الاستحقاق الرئاسي بدأت تنضج «رويدا رويدا بعدما رست قطر على الخيار الثالث في الاستحقاق الرئاسي والتوافق على اسم ثالث، ما شكل ضربة موجعة لمحور الممانعة الذي عول مرارا على التسويات والتفاهمات الخارجية، والذي يواصل التعنت في تعطيل الاستحقاق الرئاسي على الرغم من إبداء المعارضة كامل الاستعداد للتعاون لإخراج الاستحقاق الرئاسي من دائرة العرقلة».
وأكد رئيس «القوات» د.سمير جعجع على المواجهة حتى النهاية. وقال في احتفال الذكرى الثانية لانطلاقة «الجبهة السيادية من أجل لبنان» في معراب ان «الجبهة جزء من كل، جزء من معارضة وطنية شاملة تتجسد في المجلس النيابي بنواة صلبة قوامها 31 نائبا، ويمكن أن تصل الى نحو 60 نائبا».
ولفت إلى «وجود فروقات أيديولوجية مع الفريق الآخر». وحدد «مشكلتنا الرئيسية مع فريق الممانعة لأنه واضع أنيابو بالبلد وبدو يحكمو وما بيعرف والدليل الأبرز كان لديه رئيس للجمهورية وأكثرية وزارية ونيابية في السنوات الأخيرة وفشل».
وقال النائب أشرف ريفي في المناسبة عينها: «نريد وطنا يشبهنا لا بلد إرهاب أو مصنع «كبتاغون». بلد يشبه أمين معلوف ونجاح سلام وفيروز وفيليب سالم. ووجه التحية إلى عضو «الجبهة السيادية» د.علي خليفة (من المعارضة الشيعية)، ومن خلاله ألف تحية من طرابلس إلى صور وصيدا وأقاصي الجنوب.