القيادة العامة تسلّم مواقعها في البقاع للجيش
بهدوء، ومن دون إطلاق رصاصة واحدة، بسط الجيش اللبناني سيطرته على أربعة مواقع فلسطينية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القايدة العامة في البقاعين الأوسط والغربي وراشيا.الخطوة الأولى من نوعها بدأت قبل عشرة أيام مع إبلاغ مديرية المخابرات في الجيش اللبناني قيادة الجبهة بضرورة إخلاء مواقعها العسكرية في بر الياس وقوسايا وحشمش والسلطان يعقوب، إضافة إلى موقع فتح الانتفاضة في حلوى في راشيا، والذي كان خالياً حين تسلّمه الجيش اللبناني.
موقع السلطان يعقوب كان أول المواقع الفلسطينية التي دخلها الجيش اللبناني ومديرية المخابرات، حيث أوقف خمسة عناصر فلسطينيين. وفي الوقت نفسه، دخلت قوة من فوج الحدود البري الثالث ومن مخابرات الجيش موقع حلوى الذي أُخلي بعد سقوط النظام السوري السابق، وصادرت الأسلحة والذخائر التي كانت داخله. كما دخلت قوة من فوج التدخل السادس الى موقع حشمش في البقاع الشرقي بين دير الغزال وقوسايا، وأوقفت سبعة عناصر كانوا في داخله، وصادرت كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر الصاروخية والمدفعية.
آخر المواقع الفلسطينية التي تسلّمها الجيش وأكبرها كان موقع الجبيلي في سهل بر الياس – كفرزبد، وبذلك لم يتبقّ سوى موقع جرود قوسايا في السلسلة الشرقية على الحدود اللبنانية – السورية.
وفجّر الجيش اللبناني نفق السلطان يعقوب بعد إفراغه من الذخائر، على أن يقوم بتفجير نفق حشمش بعد انتهاء الإجراءات العسكرية.
ويعود تاريخ المواقع العسكرية الفلسطينية في البقاع الى بداية الثورة الفلسطينية وانطلاق الكفاح المسلح، وتم تعزيزها بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 مع انتقال عدد من عناصر التنظيمات الفلسطينية الى البقاع. وكانت هذه المواقع بدايةً مخازن للأسلحة وخطوط إمداد للتنظيمات الفلسطينية، وضعت في بداية إنشائها لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل أن تنتقل الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفتح الانتفاضة المعروفتين بعلاقتهما الوطيدة بالنظام السوري. وعلى مدى سنوات، تعرّضت هذه المواقع لعشرات الغارات الإسرائيلية.
مصدر في الجبهة الشعبية، أكد لـ«الأخبار» أن دخول الجيش الى هذه المواقع جرى بسلاسة ومن دون اعتراض وبالتنسيق مع قيادة الجيش، مشيراً إلى تفكيك حقول الألغام في جوار هذه المواقع، «ما يؤكد أن لا أحد يريد أيّ مواجهة مع الجيش اللبناني».
في المقابل، أكد مصدر عسكري لبناني أن الجيش سيتسلّم موقع قوسايا الذي يعدّ آخر المواقع الفلسطينية، و«الأمور تسير في إطارها الطبيعي»، مشدداً على أن «الجو إيجابي، ولا أحد يريد الصدام، والكل مقتنع بأن بقاء هذه المواقع أمر غير واقعي وسيتمّ تسليمها كلها ومصادرة أسلحتها». وأضاف أن الجيش سيطلق الموقوفين الفلسطينيين في حال لم يكن أحد منهم مطلوباً للقضاء اللبناني»، ولفت إلى أن هؤلاء العناصر «يسكنون في محيط هذه المواقع مع عائلاتهم وسيكملون حياتهم، إنما دون هذه المواقع والمظاهر المسلحة»