“اللبنانيات” …أقوى من الأزمات
بقلم رئيسة التحرير الإعلامية ساره منصور
عالم البشرية له جناحان: الرجل والمرأة،إذا أصاب أحد الأجنحة خلل أو عيب أصبح غير قادر على الطيران، وسيحد هذا من قوة الجناح الآخر، وبهذه الطريقة سيصبح الطيران أمراً مستحيلاً.”لعبت المرأة دورًا محوريًا في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة وأثبتت من خلال هذا الدور قدرتها على التغيير الإيجابي في تلك المجتمعات، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصرًا أساسيًا في إحداث عملية التغيير في المجتمع.المرأة صانعة العالم، فهي التي تستطيع أن تغيّر جيلاً بأكمله وهي العصب الحساس والشريان النابض ونهر العطاء المتدفّق ،و هي الجدة التي زرعت التضـ ـحيات ليكون عنواناً من عناوين الوجود التاريخي والحضاري للأجيال. يمكن للبنان أن يرفع رأسه بعنصره النسائي الذي يتقدّم وينجح في مجالات العمل كافّة، كيف لا وهي الشرطي الأول الذي يتمكّن من تيسير أمر طريق الحياة اليومية في ظلّ أصعب الظروف وأحلكها ، فللمرأة قدرة على إيجاد سبل يومية بديلة للعيش، حيث تتحول إلى كائن يعرف كل شيء، ويستطيع تدبّر أيّ أمر. تكون غطاءً عندما يشتدّ البرد، ودرعاً متينة عندما تشتد الحروب.تستر بيتها وتعيله في الأزمات على نحو يتماشى مع مستوى حياتهن الاجتماعية وميزانية الأسرة. المرأة اللبنانية تعاني كل يوم من أزمة تستفحل في قلبها قبل حياتها ، وتغزو الدموع عيناها الجميلتين عندما تفكّر في تدبير الأمور ، وهي تحـ ـارب الغباء قبل الوباء،والغلاء وتقف في الصفوف الأمامية بصلابة ليس لها مثيل.هي الأمّ الّتي قدّمت ابنها شهـ ـيدًا على مذبـ ـح الوطن…هي تلك الّتي بالرّغم من قسـ ـاوة الحياة عليها، ما زالت تحافط على جمالها وأنوثتها وأناقتها ،وثقافتها، ماضية الى الأمام بخطوات واثقة لا تنظر للخلف بتاتاً بل تتقدم بجدارة إلى الأمام وتصنع لها إستراتيجية مؤمنةً بحقوقها.فهل سيكفي أن نوقد شمعة بلهاء فوق قالب حلوى مزيّن لنحتفي بيوم المرأة العالمي؟!. هل تكفي شمعة صغيرة لتبدّد العماء الذي يلف فهمنا الحقيقي للمرأة؟!. لماذا اختصرنا هذا الكائن العظيم بيوم كما اختصرنا الحب والأم؟