لبنان

“الوزارة أمام تحدٍ حقيقي”… الحلبي “يدعو” إلى تطوير المناهج الجامعية!

شارك وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي في الدورة الـ19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي، ونظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو). وجرى المؤتمر بحضور الوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الدول الأعضاء، بالإضافة إلى رؤساء وفود من مستوى وكيل وزارة التعليم العالي والمدير العام لمنظمة الألكسو، ورؤساء هيئات ومجالس ومنظمات عربية وإقليمية ودولية، في طليعتهم المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (ISESCO)، والمكتب الإقليمي لمنظمة اليونسكو في الخليج العربي، واتحاد الجامعات العربية، واتحاد الجامعات الإسلامية. وقد استمر المؤتمر ليومي 27 و28 من الشهر الجاري.

رافق الوزير وفد لبناني ضم رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران، والمدير العام للتعليم العالي مازن الخطيب.

بدأت أعمال المؤتمر يوم الأربعاء، حيث تم عرض الدراسات والأوراق التحضيرية للمؤتمر، وانتدب المؤتمرون ست دول، من بينها لبنان، ممثلاً بالمدير العام للتعليم العالي لصياغة مشروع ورقة التوصيات التي ستعرض على الوزراء لإقرارها. وقد مثل رئيس الجامعة اللبنانية الوفد اللبناني في لقاء ترحيبي بالوفود المشاركة جمعهم مع رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.

وفي اليوم الثاني للمؤتمر، ألقى الحلبي كلمة لبنان في المؤتمر، جاء فيها: “أود في البداية أن أوجه تحية التقدير والشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستضافة هذه الدورة من المؤتمر المخصص للتعليم العالي والبحث العلمي. كما أود أن أتوجه له بتحية شكر وامتنان باسم لبنان وحكومته وشعبه، لوقوف دولة الإمارات حكومة وشعبًا ومؤسسات إلى جانب لبنان في معاناته التي لا تنتهي مع الحروب والأزمات، وخصوصًا نتيجة الحرب الإسرائيلية الغاشمة على أرضه، والتي يمكن تسميتها بحرب إبادة جماعية على المدنيين والمؤسسات، وتسوية مناطق بالأرض وإزالة قرى ومناطق مدنية بأكملها من الوجود”.

وتابع، “على الرغم من كل شهدائنا وضحايانا ونكبتنا، فإننا تمسكنا بالتعليم، سيما وأن نحو ستمئة مدرسة ومهنية رسمية ومبنى جامعي قد تحولت إلى مراكز للإيواء، ونتطلع دائمًا نحو الأشقاء العرب للوقوف إلى جانبنا لكي نتمكن من النهوض مجددًا والعودة إلى الحياة”.

أضاف الحلبي، “أيها المشاركون الكرام، المرونة في التعليم العالي فرضت نفسها، بعدما دخلت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بقوة إلى عالم التربية والتعليم والبحوث وسرعة استخراج المؤشرات، وباتت المؤهلات المطلوبة لتلبية حاجات سوق العمل متغيرة ومتطورة بصورة متسارعة. لذا أدعو معالي الوزراء والخبراء ورؤساء الجامعات إلى جهد وطني وعربي يحاكي التطور العالمي، لجهة الكفايات المطلوبة في كل اختصاص، والإبتعاد عن الحشو والنظريات التي تخطاها عصر الإنترنت ومصادر المعلومات المفتوحة. أدعو أيضًا إلى تحقيق الملاءمة بين مناهج التعليم العام ما قبل الجامعي ومناهج وبرامج ومقررات التعليم العالي، واستفيد في هذا السياق من تجربتنا في لبنان، إذ أننا أنجزنا الإطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي والأوراق المساندة له، واخترنا الخبراء لكتابة مناهج المواد، ونتشارك مع الجامعة اللبنانية ومع الجامعات الخاصة لتحقيق المواءمة بين التعليم العام والتعليم المهني والتقني والتعليم العالي”.

وقال: “أما التعليم من بعد، فقد فرض نفسه أيضًا، وباتت الحكومات ووزارات التربية والتعليم العالي أمام تحد حقيقي لجهة قوننة هذا التعليم والنجاح في وضع الأسس والآليات الناجعة لتقويم الدروس والمخرجات والاعتراف بالشهادات”.

وأشار الحلبي إلى أن “هذه القفزات السريعة تستدعي إقرارات واعترافات، وتستوجب وضع الأنظمة المرنة بحد ذاتها، والتشريعات المسهلة للتعليم العالي الجديد، مع كل ما يحمله من انفتاح وتسارع، مع المحافظة على معايير الجودة والاعتراف وعلى القيم والإخلاقيات التي يتميز بها مجتمعنا العربي”.

وختم، “آمل أن نوفق جميعًا إلى إيجاد المساحات المشتركة علميًا وقانونيًا، من أجل الانخراط الواعي في التجديد والتطوير، وتحقيق المرونة المطلوبة من دون تسطيح التعليم العالي”.

كما شارك بدران والخطيب في فعاليات المؤتمر، وقدم كل منهما عرضًا حول التعليم العالي في لبنان بجناحيه الرسمي والخاص، تناول مرونة التعليم العالي وتلبية مقتضيات التنمية الاقتصادية والمجتمعية واحتياجات سوق العمل، والحاجة إلى مراجعة دائمة لمؤهلات البرامج الجامعية التي تعنى بالإعداد الأساسي والتعليم المستمر والأبحاث الجامعية، وتطوير المناهج الجامعية بصورة مستمرة لتواكب التطور العالمي وعصر الذكاء الاصطناعي.

وكان الحلبي قد عقد على هامش المؤتمر اجتماعين مع وكيل وزارة التعليم العالي في دولة الكويت والمدير العام لمنظمة الألكسو، بحث خلالهما واقع التعليم العالي في لبنان وآفاق التطوير الممكنة بدعم ومؤازرة من المنظمة، واستعرض الواقع المرير والأضرار التي لحقت بقطاع التربية والتعليم جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى