بعد الخلافات العربيّة – الغربيّة يُؤكد على ما يُحضّر لغزّة ولبنان!
لم يبرز بعد اي دور للديبلوماسية في محاولة جدّية وفعّالة للجم الحرب على غزة ومنع توسّعها في لبنان، بدءاً بالساحة الجنوبية ومنع مواصلة الاعتداءات عليها ، اي عدم إنزلاق لبنان في أتون الحرب، والاستعانة بالطرق السياسية منعاً لإحداث تطورات عسكرية على صعيد المنطقة ككل، اذ تبدو حرب غزة منقسمة بين مؤيد وداعم لها، وبين محور آخر غربي لم يظهر حتى التعاطف مع الاطفال الضحايا الذين سقطوا في غزة. اذ إكتفت مواقفهم بالاستنكار، دون اي ردة فعل تساهم في وضع حد لكل تلك الوحشية، التي لم ترحم البشر والحجر، فجرفت في حصارها كل معالم الانسانية، ولم تستثن المستشفيات والكنائس والمساجد، مما أطلق العنان لجرائم الحرب من دون اي رادع دولي لها.
وحدها “قمة القاهرة للسلام” التي إتخذت وقتاً مطوّلاً لإنعقادها، في حضور ملوك ورؤساء دول وحكومات ومسؤولين كبار، بقيت الامل الضعيف التي نظر اليها أطفال غزة ولبنان ،علّها تصل الى حل يبعد عنهم شبح الموت، لكن كالعادة، تقول مصادر ديبلوماسية عربية، فالقمم العربية لا تصل سوى الى مواقف شاجبة لا تقدّم ولا تؤخر، لكن هذه المرة تخطت المعقول، فلم يصدر عنها بيان ختامي، بسبب الخلافات العربية – الغربية حيال المواقف مما يجري في غزة، ولا يتوقع من قمة السلام أن تتوصل إلى نتائج ملموسة، في ظل الموافقة “الإسرائيلية”- والأميركية والغربية لما يجري من تصعيد نحو الحرب الكبرى في المنطقة، وهذا يعني اعطاء العدو الاسرائيلي المزيد من الوقت والدعم لتحقيق اهداف العملية، ورفض إدانتها على الرغم من المجزرة التي قام بها جيشها في مستشفى المعمداني، وقتلها آلاف المدنيين في غزة.
كل هذا يؤكد فشل القمة على وقع أنظار العالم، فيما كان المطلوب وضع بنود وقف اطلاق النار، والحوار حول إرساء السلام وفق ما تشير المصادر الديبلوماسية، معتبرة انّ التعويل على هذه القمة كان قائماً ومترقّباً، خصوصاً في ظل هذا الحضور اللافت لكبار المسؤولين، لكن النتائج كانت مخيبة للامال، كذلك مغادرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جلسة قمة القاهرة خلال إلقاء كلمات المشاركين، فيما اتى التبرير غير مقنع على الاطلاق، بعدما ردّ المتحدث بإسم الدولة بأنّ أمير قطر شارك في القمة وغادر لإرتباطه بمواعيد مسبقة، فيما الحقيقة انه غادر قبل إلقائه كلمته، ورفضاً لما قيل من قبل البعض، ما أطلق العنان لرسوبها وبالضربة القاضية.
ورأت المصادر المذكورة بأنّ الهدف من هذه القمة، حماية مصر والأردن من اللاجئين الفلسطينيين، الذين تعمل “إسرائيل” على تهجيرهم من جديد من ارضهم، في إتجاه الأراضي المصرية والأردنية، وهو ما برز بوضوح خلال محادثات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني، حيث أكد الطرفان رفضهما لأي محاولة تهجيرية الى مصر او الأردن.
ولفتت المصادر الديبلوماسية الى انّ الشتاء والصيف برزا على سطح واحد خلال القمة المذكورة، اذا انّ ممثلي الدول الغربية شدّدوا على ضرورة إدانة الفلسطينيين، فيما رفضوا إدانة “اسرائيل”، أو حتى المطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية الى القطاع المحاصر المهدّد يومياً بالاجتياح، وابدت المصادر تخوفها من حرب طاحنة وعملية عسكرية في غزة ستستمر اشهراً، من دون ان تستبعد تحولها الى حرب اقليمية، لانّ المعطيات وتهديدات العدو الاسرائيلي اليومية مقلقة، وهنالك ما يشير الى انّ بعض الدول الغربية اعطت “اسرائيل” المزيد من الوقت لتحقيق اهداف العملية التي تقوم بها، والمؤشرات لا تطمئن، بل على العكس وإنطلاقاً من التصريحات، فلا محالة من إجتياح كبير لغزة واعتداءات على لبنان وجنوبه