بعد جولة على القرى المارونية في قبرص.. بول كنعان: الراعي معزز الأمل ووحدة الموارنة
أمضى البطريركي الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوماً كاملاً بين القرى المارونية المهجرة في القطاع التركي من جزيرة قبرص.
بدأ يومه في كنيسة أيا مارينا، ومنها الى اسوماتوس، كرباشا، وأنهاه بقداس حاشد في كنسية مار جرجس في كورماجيتي. وبعد مشاركته في الجولة البطريركية، قال المحامي بول كنعان: لقد شاركت اليوم مع مجموعة من الأصدقاء من الرابطة المارونية ورابطة قنوبين للرسالة والتراث وتجمع موارنة من أجل لبنان وسواهم، في جولة البطريرك الراعي التفقدية بين رعايا القرى المارونية المهجرة القائمة في القطاع التركي في قبرص، ولمست خلال الجولة عمق تعلّق موارنة الجزيرة بجذورهم الروحية والوطنية المتمثلة بكنيستهم المارونية وبوطنهم الأول لبنان. كما لمست في المقابل مدى احتضان كنيستنا المارونية لأبنائها هؤلاء اللذين اختبروا مثل موارنة لبنان تجربة آلام التهجير والأزمات والحروب. وقد أشار البطريرك الراعي الى هذا الإحتضان في الكلمات التي ألقاها خلال جولته، مؤكدا أنه يتابع مع مختلف المرجعيات الدولية المعنية بمساعي لعودة الموارنة المهجرين الى قراهم، ودعوته الدائمة الى اعادة توحيد الجزيرة ليعيش ابناؤها خبرة اللقاء كتجربة حضارية انسانية يحتاجها عالم اليوم.
أضاف: لقد زرع البطريرك الراعي المزيد من الأمل والرجاء في نفوس موارنة تلك القرى المهجرة، وعزز ثقتهم بمستقبلهم فوق ارضهم مشددا على اهمية مثابرتهم على الحياة الروحية في كنائسهم، بالرغم من صعوبة الظروف، لأن هذه المثابرة تعكس مدى التعلق بالأرض. وهذا التعلق الراسخ تاريخيا والذي يشكل أحد عناصر الهوية المارونية، فموارنة قبرص الذين هاجروا من الريف اللبناني الماروني من كور وشامات وقرطبا ووادي قنوبين وسواها، منذ حوالي الف سنة، اختاروا ارضا ريفية زراعية نائية في قبرص تشبه ريفهم ومجتمعهم الزراعي النائي في لبنان، فكانت هجرتهم امتدادا لنقل الهوية الأولى التي اكتسبوها في لبنان.
وختم كنعان: بقدر ما لمست دور البطريرك الراعي المشجع والداعم لموارنة قبرص، لمست انه رمز وحدة الموارنة مقيمين ومنتشرين، وترجمة لهذه القناعة المتجددة. سوف نطلق قريبا سلسلة مبادرات عملية تضطلع المؤسسات المارونية المعنية بها هادفة الى تعميق الارتباط والتواصل تحت مظلة البطريرك الراعي والهيكليات البطريركية، وتحت عنوان واضح، ودعوة صريحة لموارنة لبنان وقبرص، لنحافظ معاً على قرانا لأن لا موارنة ولا مارونية “بدون الضيعة”، برمزيتها المتصلة بالقيم الروحية والأخلاقية والتعلق بالأرض مرادفة الحرية.