بعد عامين على «حادثة الرُمّان» التي حظرت السعودية بسببها استيراد المنتجات اللبنانية، قرّرت الرياض إعادة فتح أسواقها أمام هذه المنتجات، بحسب ما أبلغت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أثناء حضوره القمة العربية في جدة نهاية الأسبوع الماضي، من دون تحديد موعد التنفيذ، وفي انتظار بيان رسمي سعودي في هذا الشأن.وكانت السلطات السعودية أعلنت، في نيسان 2021، «منع دخول الخضروات والفواكه اللبنانية إلى أراضيها أو عبرها، بسبب استغلالها في تهريب مواد مخدرة إلى المملكة»، بعد ضبط أقراص مخدرة داخل شحنة رمان آتية من لبنان. علماً أن الشحنة لم تكن لبنانية بل مرّت بلبنان الذي لا يصدر هذه الفاكهة بل يستوردها من سوريا وتركيا. كما أن شحنات الرمان تأتي من سوريا إلى مرفأ بيروت لتنقل في حاويات إلى دول الخليج، فيما تُنقل الصادرات اللبنانية براً عبر سوريا والأردن إلى السعودية ومنها إلى بقية دول الخليج.لذلك، يعود المنع على الأرجح إلى أسباب سياسية بعد تدهور العلاقات اللبنانية – السعودية التي أدت في تشرين الأول 2021 إلى طرد السفير اللبناني من الرياض عقب تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي حول اليمن. التوتر استمر عامين كاملين قبل أن تستعيد العلاقة بين البلدين عافيتها حديثاً، ما أدى بقرار سياسي أيضاً إلى إعادة فتح الأسواق السعودية التي تعدّ من أكبر الأسواق للمزارعين اللبنانيين بعد سوريا. إذ قدّرت وزارة الزراعة اللبنانية قبل عامين قيمة الصادرات إلى المملكة بـ24 مليون دولار سنوياً، في حين تحدثت بيانات رسمية سعودية عن 273.1 مليون ريال (نحو 72.82 مليون دولار في الربع الأخير من العام 2020 فقط).
إعادة فتح الأسواق السعودية أمام المزارعين اللبنانيين ستخضع لآلية كانت معتمدة قبل الأزمة، وهي مقسّمة على مرحلتين. إذ ستتولى مؤسسة «إيدال» مراقبة مواصفات وجودة المنتجات الزراعية والصناعات الغذائية والتأكد من خلّوها من أي مواد مخدرة عبر شركات مراقبة عالمية تتعاقد معها. فيما الرقابة الأمنية التي تقضي بالتأكد من عدم تهريب حبوب الكبتاغون أو المواد المخدرة داخل قطع الشاحنة أو البراد أو غيره ستكون من مسؤولية الجمارك والأجهزة الأمنية
بالتوازي مع الحلحلة السعودية، تبلّغ وزير الخارجية عبدالله بو حبيب من وزير الخارجية البحريني نية البحرين إعادة إحياء العلاقات الديبلوماسية مع لبنان التي كانت قد قُطعت جرّاء طرد المنامة للسفير اللبناني ميلاد نمور من أراضيها بعد تصريحات قرداحي حول اليمن، ورفضها إعطاء تأشيرة لأي ديبلوماسي قادم من لبنان، ما اضطر الخارجية اللبنانية إلى نقل ديبلوماسي من سلطنة عمان إلى البحرين لإدارة البعثة. كذلك ستفتتح البحرين سفارة لها في بيروت بعدما كان سفير البحرين في سوريا يقوم بمتابعة شؤون البحرينيين في لبنان.