تجّار الأرواح …إلى متى؟؟!
بقلم :الإعلامية ساره منصور
على وقع دزينة طرابلسية من اللوائح الانتخابية وطبقة سياسية لا تملك سوى اصدار بيانات النعي تعد ابواقها الناخبين بالمنى والسلوى ووسط تساؤلات عن مغزى توقيت مركب الموت الطرابلسي الذي يتناسب والحديث عن احداث ثغرة في جدار تأجيل الانتخابات من الخاصرة الرخوة طرابلس…يعيد البعض الى الذاكرة دور الصندوق والبريد الذي تشتهر به المدينة الافقر على حوض المتوسط على سبيل التندر (مدينة العلم والعلماء) الذي يصح فيها بأي حال عدت يا عيد.
في ليلة من ليالي الشهر المبارك ،وفي منطقة تعيش بظلام دامس لمدة أسبوع من دون كهرباء أو مياه،في أكثر الأوقات التي ينتظرها المواطن الطرابلسي بمدينة تفتقر لأدنى متطلبات العيش الكريم والاخطر دون امل في يوم جديد، اختار عدد من أبناء المدينة المظلمة أن ينقذوا أرواحهم من كل الأزمات التي عصفت وتعصف في وطنهم دون تحرّك سياسي ودون إيجاد حلّ ناجع يعطيهم لو القليل من بصيص أمل كانوا قد فقدوه منذ زمن بعيد ،فلجأوا إلى تجّار الأرواح والأزمات أحباء الدم حيث أقنعوهم بأن قارب الموت سينقذهم من حياة الفقر والذلّ وسينقلهم إلى برّ الأمان، مجرمون هم في أفكارهم وفي اقناعهم للآخرين، فإذا بأهل المدينة المحرومة يعدّون أمتعتهم للذهاب إلى الحياة الدنيا ومتاعها هروبا من البؤس والعوز، ليعودوا بعدها إلى وطن الأموات بعضا منهم جثة هامدة والبعض الآخر مفقود او محتجز لدى السلطات التي أوصلتهم إلى الموت مرتين،انهم مجموعة لصوص من الفاسدين الظالمين ،نهبوا خيرات الأرض وباعوا الشعب ،هم أشباه الحكام من أهل الكروش ،أطقم من الرسميين وأصحاب شركات عالمية ،أغنى أغنياء العالم بالأموال،حيث بلغ الغنى الفاحش والثراء في وطن يكتظ بالأوفاض والفقراء،
يتحدثون عن الشرف والعزة والعفة والكرامة، وحقوق طوائف، وهم يوغلون في تفكيك طوائف وشرذمة وطن، وهم في صناعة الفقر أرباب الرذيلة والعهر، وفي المقابل لا يتحدثون عن الفقر العرمرمي، وتجار السوق السوداء، والبطالة،والفساد المنتشر، وحيث يرون عين النملة، ويتجاهلون بتعمّد رؤية الجبل الكبير، وطبعا فاقدين وبعيدين كل البعد عن الدين والقيم والأخلاق ،اليوم تصدّرت الاستنكارات والمواساة شاشات هذا الهاتف اللعين لتكون صورة الزعيم هي الصورة الرئيسية ،هذا الهاتف الذي يقف خلفه الفيلسوف والمحلل السياسي والاعلامي وأشباه الثوار الذين ينتفضون خلف شاشته التي تحتفظ بألبومات الزعماء الذين يهللون لهم ويصفقون كالقطيع ،اليوم علت أصوات رصاص الغضب لتنير سماء مدينة قطعت كل اوصالها ، استقرت تلك الرصاصات على شرفات المنازل السوداء الصامتة،بينما زعماء المتاريس يقضون أوقاتا ممتعة في قصورهم العاجية الفاخرة ، مطمئنين على أبنائهم في بلاد لا يمكن أن يحكمها أشباههم ، يتمتعون بأوقاتهم على متن طائراتهم الخاصة ،بينما ابناء مدينة طرابلس رضوا بقارب صغير لينجوا من مخالب الكبار لكنهم فشلوا…
لا صوت يعلو ونحن نعيش بلا كهرباء وبدون قطرة مياه ،ولا مواطن اعترض ،ولا ثورة أغلقت الشوارع غضباً..
نعم يا شعب لبنان العظيم نجح الزعيم مجدّدا ورسب المواطن بل سقط في براثن تجار الدم والأزمات .
صَمت المواطن…فمات الوطن