تحسباً لـ”سيناريو الرعب” المقبل.. إسرائيل: بقاء الأسد مصلحة لنا
أكثر من 13 سنة من الحرب المضرجة بالدماء، مع أكثر من نصف مليون مواطن قتيل ونحو 7 مليون نازح. ثمة تحالف من ذوي المصالح المختلفة بمشاركة روسيا وإيران، هرع لنجدة الأسد لمساعدته في استعادة السيطرة على معظم سوريا. لإيران مصلحة لمساعدة الأسد وسوريا؛ كي يعوضها الأسد ويسمح لها مع حلول الوقت لتحقيق حلمها في إنشاء تواصل بري من إيران حتى لبنان، وإلى البحر المتوسط وأوروبا. وفي إطار ذلك، استكمال طوق الحصار على إسرائيل.
أما روسيا فرأت في سوريا نقطة مخرج جيدة لتحسين سيطرتها في الشرق الأوسط والعودة لتكون وزناً مضاداً لكل مكان توجد فيه الولايات المتحدة. إن شئتم، عودة الحرب الباردة في صيغة جديدة.
بعد تسع سنوات من هبوط قوات روسية (أيلول 2015) في سوريا، في ذروة حرب روسيا – أوكرانيا، وبعد بضعة أيام من وقف النار (المؤقت) بين إسرائيل وحزب الله، فيما تصبح الحرب بين إسرائيل وإيران علنية وقوية – ترفع الحرب الأهلية رأسها في سوريا من جديد. قوات الثوار شخصت لحظة مناسبة إقليمية وضعفاً لدول التحالف مع الأسد، وبدأت في حملة احتلال لمناطق أساسية واسعة في سوريا.
سيطرة القوات الجهادية المتطرفة وفقدان سيطرة نظام الأسد في سوريا، من شأنهما أن تشكلا مربض عمل مريح لدخول وسيطرة ميليشيات إيرانية على سوريا، وكذا لعبور قوات حزب الله من جنوب لبنان إلى جنوب سوريا برعاية قيود العمل. هذان الطرفان معاً قد يفتحان جبهة مباشرة مع إسرائيل في هضبة الجولان السورية. هذا سيناريو الرعب من زاوية نظر إسرائيلية، يعيد التهديد على حدودنا الشمالية (وليس فقط)، وهذه المرة ليس من لبنان، بل من سوريا.
إن ضعف محور الشر الإيراني ووكلائه في المنطقة قد يلقى تعزيزاً في اليوم الذي يفقد فيه الأسد نظامه وسيطرته في سوريا. ستدخل قوات مؤيدة لإيران إلى هذا الفراغ. وليس هذا فحسب، بل ملايين اللاجئين الذين سيفرون من معارك الحرب الأهلية أساساً إلى الأردن (وربما بعضهم إلى العراق، لكن تركيا ستغلق حدودها في وجههم بالتأكيد). ومن شأن هؤلاء أن يمسوا باستقرار الأردن، وهو واقع قد يقع كثمرة ناضجة في أيدي طهران.
لم تخف طهران تطلعاتها هذه. وعندما ستكون جاهزة في سوريا مع قواتها، فلن تكون السيطرة على الأردن سيناريو بعيداً عن الواقع. في الشرق الأوسط، ومع إيران بخاصة، لا يمكن استبعاد احتمال هذه السيناريوهات. هذا ما تعلمناه جداً في 7 أكتوبر 2023. سيناريو لم يكن واقعياً حتى قبل بضعة أيام ربما يصبح سيناريو رعب من وجهة نظر إسرائيل.
هذا ما ينبغي الاستعداد له. هذا ما ينبغي أن نربط به الولايات المتحدة وباقي دول التحالف التي كانت جزءاً من منظومة الدفاع التي بنيناها في نيسان من هذا العام، كي ندافع عن أنفسنا في وجه الهجوم الإيراني. في الواقع الناشئ، المصلحة الإسرائيلية هي حفظ نظام الأسد في سوريا.
في الشرق الأوسط، يبدو أن الأمر الأكثر استقراراً هو انعدام الاستقرار.