ترهيب الصحافيين واستهداف عائلاتهم وقصف منازلهم: الحقيقة عدوّة اسرائيل رقم واحد
تتوسّع دائرة الإعلاميّين الذين يتعرّضون للتهديدات الإسرائيلية، إلى جانب الاغتيال واستهداف عائلاتهم. فقد أعلنت مراسلة «الجزيرة» الإنكليزية في غزة يمنى السيد أول من أمس عن تلقيها تهديدات بقصف منزلها، فيما كشفت قناة «الميادين» أن عائلة مدير مكتبها في الضفة الغربية تعرّضت لاعتداء صهيونيتهديدات بالقتل وأوامر بإخلاء منازلهم، كلّها رسائل يبعثها العدو الإسرائيلي إلى مراسلي القنوات العربية في مختلف الأراضي الفلسطينية. فقد بات معروفاً أنّ العدو يشنّ حربه على المصوّرين والمراسلين والإعلام الذي ينقل حقيقة ما يجري في غزة، تزامناً مع عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. منذ انطلاق الحرب على غزة، استُشهد قرابة 30 صحافياً ومصوّراً بقذائف العدو، ضارباً بعرض الحائط كل المعايير والشرائع والقوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية.هكذا، تواصل إسرائيل سلسلة اعتداءاتها على الإعلاميين الفلسطينيين الذي يصرّون على متابعة عملهم رغم الصعوبات التقنية والنفسية التي يواجهونها. بعد استهداف فريق «الجزيرة» في جنوب لبنان، وإصابة المراسلة كارمن جوخدار والمصورين إيلي براخيا وآخرين، ولاحقاً استشهاد مجموعة من عائلة الصحافي وائل الدحدوح مراسل «الجزيرة» في غزة (الأخبار 27/10/2023)، تلقّت يمنى السيّد مراسلة «الجزيرة» الناطقة باللغة الإنكليزية، في قطاع غزة، تهديداً من قبل العدو. وأعلنت السيّد في تصريحات إعلامية أنها تلقّت اتصالاً تحذيرياً من إسرائيل بإخلاء منزلها في غزة تحت طائلة القصف. وكشفت وقائع التهديد عبر تقرير مباشر على قناة «الجزيرة» الإنكليزية أوّل من أمس، قائلةً: «الرسالة أو المكالمة الهاتفية التي وصلتنا كانت من رقمٍ خاص. لقد أعطى زوجي اسمه الكامل وأخبره أنه من الجيش الإسرائيلي، طالباً منّا إخلاء منزلنا والتوجّه جنوباً لأنّ الوضع سيكون، في الساعات المقبلة، خطيراً في المنطقة التي نتواجد فيها». وشرحت المراسلة أنّ زوجها ردّ على المتصل بالقول إنّ الطرق المؤدية إلى الجنوب خطيرة بسبب الدبابات الإسرائيلية، فأجاب المتّصل بأنه «لا يستطيع تقديم المشورة بشأن الطرق التي يجب أن نسلكها»! وكان فريق «الجزيرة» الإنكليزية قد نجا بأعجوبة من الاستهداف الذي أصاب «الجزيرة» في منطقة علما الشعب في جنوب لبنان (الأخبار 16/10/2023)، لأن الصحافيين كانوا مجتمعين معاً. لكن الفريق الناطق باللغة الإنكليزية انفصل عن زميله العربي قبل دقائق عدة من وقوع الجريمة. وتُشير مصادر من القناة لنا إلى أنّ «الجزيرة» الإنكليزية جزء لا يتجزأ من فريق القناة القطرية الأم، تتّبع السياسة التحريرية نفسها في «الكشف عن الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الفلسطينيين». ومع سقوط الإعلام الأجنبي في امتحان المصداقية والمهنية وانحيازه السافر إلى الكيان العبري على رأسه «هيئة الإذاعة البريطانية» bbc (الأخبار 23/10/2023) التي كانت شريكة في الحرب على غزة، اكتسبت الشبكة القطرية شريحة من المشاهدين الأجانب الذين أرادوا متابعة وقائع الحرب وحقيقتها. وتُشير المصادر إلى أن فريق «الجزيرة» الإنكليزية يتعرّض دوماً لعملية ترهيب من قبل العدو الذي يضعه أمام خيارين: إما قتل المراسلين أو العدول عن سياسته المدافعة عن الفلسطينيين.