حاملات طائرات أميركية في المتوسط… لمن التهديد وكيف تلقّفه “حزب الله”؟
في خطوة لافتة، وعلى وقْع عملية ” طوفان الأقصى” واتساع دائرة الاعتداءات الاسرائيلية على غزة، وبعد اداء غير مسبوق للمقاومة الفلسطينية بالدخول الى مستوطنات في غلاف القطاع، سارعت واشنطن الى ارسال حاملة طائرات الى المتوسط في خطوة لنجدة تل ابيب وتهديد الاطراف التي قد تدخل الحرب.
ليست المرة الاولى ترسل الولايات المتحدة الاميركية حاملات طائرات الى المتوسط، علما ان اهداف تلك الخطوة ليس فقط نجدة تل ابيب الغارقة في خسائر متلاحقة على اكثر من جبهة، وانما ايضاً التحذير من مد يد العون للفلسطينيين من خلال فتح جبهات اخرى.
“اللقاء الثلاثي ووحدة الساحات”
في أيلول الفائت، جمع لقاء لافت الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، والامين العام لحركة “الجهاد الاسلامي” زياد نخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري، وتعمد الحزب ابراز خبر اللقاء بما يحمل من رسائل ولا سيما تكريس “وحدة الساحات”. ولم تتأخر ترجمة هذه الوحدة ، وهي اصلاً كانت موجودة وإن بأشكال متعددة.
بَيد ان التطورات الاخيرة، ولاسيما الاعلان للمرة الاولى عن عمليات للفصيلين الفلسطينيين الاساسيين في المقاومة الفلسطينية، إذ نفّذت حركة “الجهاد” عملية ضد موقع جرداح الذي جرى استهدافه امس، وكذلك اطلقت “حماس” صواريخ الى الجليل الاعلى اول من امس.
وترافق ذلك مع اربعة استهدافات من المقاومة لمواقع اسرائيلية كان ابرزها امس حيث سقط قتلى اسرائيليون، وبذلك يكون الحساب بين المقاومة وتل ابيب على طريق الاقفال بعدما استهدف الجيش الاسرائيلي مواقع للمقاومة سقط فيها 3 عناصر.
في خضم تلك التطورات، جاء اعلان الرئيس الاميركي جو بايدن عن ارسال حاملات طائرات، وسبق ذلك تحذير نقلته السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وقد تواصل الاخير مع “حزب الله”، وبحسب ما نُقل ان الحزب لم يعطه اي وعد وفق عبارة غامضة مفادها “نحن نعمل كل ساعة بساعتها”، عدا عن المواقف المعلنة للحزب التي اكدت صراحة “اننا لن نترك غزة وحيدة”.
واعتبر الحزب ان إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة “يهدف الى رفع معنويات العدو وجنوده المحبطين ويكشف ضعف الآلة العسكرية الصهيونية رغم ما ترتكبه من جرائم ومجازر، وبالتالي حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل لمدّ هذا الكيان الغاصب الموقت بأسباب الحياة، ولذلك نؤكد أن هذه الخطوة لن تخيف شعوب أمتنا ولا فصائل المقاومة المستعدة للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل”.
إذاً يضع الحزب ارسال الحاملات في خانة نجدة تل ابيب المربكة، وبحسب مقربين منه ان “نيوجيرسي عام 1983 لم تستطع اخضاع لبنان فكيف اليوم؟”.
اما من الناحية العسكرية فيقول العميد المتقاعد هشام جابر ان وصول حاملة الطائرات الأميركية “جيرالد فورد”، جاء بطلب من حكومة نتنياهو بعد الضربة التي تلقتها إسرائيل في غزة، “ولأن تل ابيب تخشى ان تشتعل جبهات جنوب لبنان”. ويضيف لـ”النهار” انها “جاءت خصوصا من أجل ردع حزب الله عن فتح الجبهة الجنوبية، في حال قرر فتحها ضد إسرائيل بشكل كامل، وعندها قد يقصف الأميركيون اهدافاً للحزب داخل الأرض اللبنانية”.
ومعلوم ان تلك الحاملة ليست عادية، وقد انضمت الى الأسطول السادس الموجود مبدئياً في المتوسط، عدا ان هناك حاملة طائرات ثانية في المنطقة، وهذه الحاملات تكون عادة مواكَبة بقطع بحرية عديدة، منها قطع للحراسة، وللحماية وقطع لوجستية واستخباراتية واخرى تتعلق بالإتصالات.
ويشير جابر الى ان الدعم الاميركي يمثل دعماً معنوياً وتطميناً لاسرائيل وايضاً تحذيراً للمقاومة في لبنان. ويرى العميد المتقاعد ومدير مركز الشرق الاوسط للدراسات ان “الوضع في جنوب لبنان تحت السيطرة، وما يحصل طبيعي و هو رد على العدوان الإسرائيلي وردّ على الرد من قِبل إسرائيل