نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية فاصلًا جديدًا بعنوان “خليكن تطلعوا لفوق” باللغة العربية و”תמשיכו להסתכל למעלה” بالعبرية، في رسالة مباشرة للداخل الإسرائيلي حول التهديد المستمر من الطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله. يأتي هذا الفاصل في ظل التصعيد العسكري المتواصل على الجبهة الجنوبية، حيث تعتبر الطائرات المسيّرة جزءًا أساسيًا من استراتيجية المقاومة ضد إسرائيل.وتشكل الطائرات المسيّرة عنصرًا محوريًا في ترسانة حزب الله، التي بدأت باستخدامها منذ العقد الماضي، حيث تطورت قدراتها بشكل لافت على مر السنين. تشمل أبرز العمليات التي نفذتها مسيّرات الحزب عدة اختراقات للأجواء الإسرائيلية، بما في ذلك عمليات رصد وأخرى هجومية على مواقع عسكرية ومرافق حيوية داخل إسرائيل. جرى استخدامها مؤخرًا بكثافة لتعزيز قدرات الرصد والاستهداف من الجو، ما أثار قلق الجيش الإسرائيلي وفرض إجراءات مراقبة مشددة في مختلف المناطق الحدودية.
من بين أبرز العمليات التي نفذتها مسيّرات حزب الله، كانت عملية “أيوب” في تشرين الأول 2012، التي اخترقت خلالها طائرة مسيّرة متطورة الأجواء الإسرائيلية، محققةً اختراقًا أمنيًا كبيرًا قبل أن يتم إسقاطها قرب مفاعل ديمونا. كما تكررت المحاولات الاستطلاعية للطائرات المسيّرة التابعة لحزب الله في السنوات التالية، ما دفع الجيش الإسرائيلي لتعزيز دفاعاته الجوية حول مواقعه الاستراتيجية.في 13 تشرين الأول 2024، نفذ حزب الله هجومًا بطائرات مسيّرة انقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا، مما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة 60 آخرين. أعلن الحزب أن الهجوم جاء ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية على أحياء في العاصمة بيروت ومناطق أخرى في لبنان.
وفي 17 نيسان 2024، نفذ حزب الله عملية مركبة بالصواريخ الموجهة والمسيرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في عرب العرامشة شمال إسرائيل، مما أدى إلى إصابات مباشرة في صفوف العدو. نشر الحزب مشاهد من العملية، موضحًا كيفية استهداف خيمة اجتمع فيها الضباط.يعتمد حزب الله في استراتيجيته على استخدام المسيرات لتعزيز التفوق الجوي والاستخباراتي، وقد ساهمت هذه القدرات في تقليص قدرة الجيش الإسرائيلي على التحرك بحرية في المنطقة الحدودية، حيث أصبحت المستوطنات الشمالية ضمن نطاق التهديد. أصبحت الطائرات المسيّرة رمزًا لسيطرة المقاومة الجوية، ما دفع الإعلام الحربي لنشر فاصل “خليكن تطلعوا لفوق” كرسالة تذكيرية للعدو بأن أعين المقاومة في الأجواء، وأنها على استعداد لمواصلة التصعيد متى دعت الحاجة.