ليلى دندشي
اصدرت الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة بيانا جاء فيه
في ذِكرى مرور سنة على فاجعة تفجير مرفأ بيروت الكارثيّة، بإعتباره ثالث أكبر إنفجار في العالم، الإنفجار الذي دمّر العاصمة بيروت فوق رؤوس أبنائها وحصد مئات الشهداء والضحايا الأبرياء وآلاف الجرحى والمُصابين ودمّر البيوت وشرّد الآلاف وهدّم المستشفيات والمؤسسات التربويّة والمحلات التجاريّة والمراكز السياحيّة والمرافق الحيويّة، فحوّلها من مدينة الثقافة والنّور والحرّية والإنفتاح إلى مدينة الموت والدّمار والقهر والجوع والحرمان.
كل ذلك خلق آثاراً سلبية على جميع المستويات الحياتيّة والصحيّة والتربويّة والإقتصاديّة والمعيشيّة ناهيك عمّا خلّفته من صدمة نفسيّة على حياة المواطنين والمُقيمين في لبنان كافةً والنّاجين الذين عانوا من إكتئاب وخوف وأرق وعدم الشعور بالأمان وإضطرابات نفسيّة مُختلفة.
وقد سلّطت هذه الفاجعة الضوء على أزمة الحوكمة في لبنان ومعضلة الفساد المُستشري الذي أدّى إلى هذه الجريمة الشنعاء وفشل في ضمان حقوق المواطنين بما في ذلك الحق في الحياة والصحّة والسكن اللائق والعيش بكرامة.
من المؤلم أنّه مرّ عام على هذه الفاجعة ولم تكشف الحقيقة ولم تتحقّق العدالة، إذ فشلت السّلطات في تحديد المسؤوليات ولم تتوان عن عرقلة مسار التحقيق القضائي ولم ترفع الحصانات، ممّا أدّى إلى تأخير مسار العدالة والمحاسبة وإنصاف الضحايا وأهاليهم.
في ظلّ هذه المآسي وإنعكاساتها على حياة اللبنانيين والمُقيمين، وفي ظلّ تفاقم حجم ظاهرة الهجرة ممّا يُهدّد لبنان بإفراغه من طاقاته الخيّرة والفاعلة، وحفاظاً على لبنان وإيمان أبنائه والعيش فيه بكرامة تُطالب الهيئة اللبنانية لِمُناهضة العُنف ضدّ المرأة بما يلي:
- الإستمرار في إجراء التحقيقات بنزاهة ومصداقيّة وإستقلالية بدون أيّ إعاقة أو تدخّلات لِتغطية المجرمين عبر تضليل التّحقيق أو إرهاب المُحقّقين.
- الكشف عن نتائج التحقيقات وتحديد المسؤولين عن هذه الجريمة بأسرع وقت مُمكن لمُحاسبتهم وتحقيق العدالة.
- إنزال أشدّ العقوبات بالمجرمين لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم ضدّ الإنسانية.
- التعويض على جميع المُتضرّرين دون تميّيز لا سيما الفئات المُهمّشة وذوي الإعاقة والنساء والفتيات.
- الإمتناع عن قمع الإحتجاجات والمُظاهرات السلميّة وإتّخاذ كافة التّدابير الأمنيّة لحِماية المُحتجّين/ات والمُتظاهرين/ات.
- مؤازرة المُجتمع الدولي لحِماية مسار التحقيق من الضغوطات والعراقيل وضمان تحقيق العدالة لضحايا إنفجار مرفأ بيروت وللشعب اللبناني.
