قرار التمديد لليونيفيل يحوّل الجنوب بيئة غير آمنة لهذه القوات

صحيح أن تجديد ولاية قوات اليونيفل العاملة جنوب لبنان يشهد سنويا شد حبال في ظل السعي الدائم لواشنطن وتل أبيب لاعطاء زخم اكبر لعمل هذه القوات ودورا أفعل.كما انه صحيح ان الخرق الذي حققه الطرفان في هذا المجال العام الماضي لجهة تضمين القرار السماح للعناصر الدوليين بالتنقل في منطقة عملهم من دون مرافقة الجيش، يُعتبر تحولا كبيرا وان لم يُترجم على أرض الواقع، الا ان ما يحصل هذا العام يتخذ أبعادا جديدة في ظل الدفع الواضح والصريح لتطبيق القرار تحت البند السابع، اي بالقوة، كما اعلنت وزارة الخارجية اللبنانية.ولا تبدو مهمة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب لاقناع القوى المعنية وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا بالتراجع عن المسودة التي تم تعميمها سهلا على الاطلاق. اذ يصف مصدر في الخارجية الوضع الحالي ب”الصعب” معتبرا انه لا يمكن التكهن بالسيناريوهات التي قد تسلكها الامور في الساعات المقبلة.ومما لا شك فيه ان الضغوط التي يمارسها حزب الله على رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي كما على بو حبيب زادت وتيرتها في الايام القليلة الماضية خاصة بعدما تبين ان المسودة الجديدة تتجاوز بتعديلاتها بكثير تلك التي تم اعتمادها العام الماضي.وبحسب المعلومات، يدفع الحزب باتجاه استخدام ورقتي قوة يقول ان لبنان يمتلكهما للضغط على القوى المعنية بالتراجع عن هذه التعديلات. الورقة الاولى التهديد بسحب الحكومة اللبنانية طلب التمديد لليونيفيل، وهذا حق لها لا لبس فيه. اما الورقة الثانية فالطلب من روسيا والصين استخدام ورقة الفيتو لمنع صدور القرار. وتقول مصادر مطلعة ان “بو حبيب حتى صباح اليوم السبت لم يتواصل مع ممثلي البلدين” معتبرة ان “هناك ٤٨ ساعة مصيرية يفترض استغلالها لأقصى الحدود واستخدام اوراق القوة التي نمتلكها”.وتشير المصادر القريبة من “الثنائي الشيعي” الى ان “واشنطن تضغط وفي حال الحفاظ على القرار بصيغة 2022 لان يتم تطبيق ما ورد فيه وليس ان يبقى حبرا على ورق كما كانت الحال طوال هذا العام. فرغم القرار استمرت اليونيفل بالتنسيق مع الجيش اللبناني في المهمات التي تقوم بها، وهو ما لم يرض الطرفين الاميركي والاسرائيلي لذلك يسعيان اليوم لتعديلات اضافية على القرار”.وتصف هذه المصادر الوضع ب”الخطير”، وهي تعتبر ان “المجتمع الدولي يجعل بذلك منطقة عمل “اليونيفل” منطقة غير آمنة لهذه القوات خاصة اذا اقترن ما قد يرد في القرار بخطوات تطبيقية على الارض سيكون اهل هذه المنطقة اول من سيتصدون لها”.ولعل الموقف الصادر عن المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان كاف لتبيان ما سيكون عليه رد فعل “الثنائي الشيعي” وبالتحديد حزب الله. اذ قال صراحة:”تقديم اليونيفيل كقوة فوق السيادة والمصالح اللبنانية أمر غير مقبول، ولا قيمة له على أرض الواقع. ومن يفعل ذلك فلينقع قرارات مجلس الأمن وليشربها، كما كانت تفعل إسرائيل بها وما زالت”.اذا، تعقيدات شتى باتت تحيط بعمل القوات الدولية في الجنوب، اذ يبدو واضحا ان رسالة قتل الجندي الإيرلندي لم تكن كافية كي تتراجع الدول المعنية عن نسخة 2023 للتجديد لليونيفل، ما يجعل كثيرون يخشون ان يعود الوضع الامني الى الواجهة من هذه البوابة خلال الاشهر المقبلة.