زيارة لودريان الثانية وتعيين سفير قطري جديد.. هل بدأت المواجهة؟
حطّ لودريان برحاله في لبنان بعد جولة اجتمع فيها الخماسي في قطر، يبحثون ويجولون على حلول تنشل لبنان من وضعه المزري، خاصةً وأن البلد مقبل على استحقاقات من شأنها أن تصبّ الزيت على النار بدءًا من أزمة الرئاسة التي انطلقت منذ أشهر، وصولا إلى أزمة الحاكمية، وقيادة الجيش، ليسكن الفراغ المراكز الحساسة داخل الدولة.على الأرض لا شيء جديد بجعبة لودريان، إذ أنّه حسب الأوساط لا يزال مستمعًا من جهة، وعامدًا إلى طرح أفكارٍ من جهة أخرى، خاصة بعد اجتماع الخماسية.على مقلب آخر يرى متابعون بأن فرنسا استشعرت حماسة الموقف القطري، خاصةً بعد الخماسية، ومن هنا تشير مصادر مطّلعة إلى أن عودة لودريان أتت لتثبّت فرنسا من جديد تواجدها في لبنان، ولتقول للآخرين أن القرار بيدها، فهي اللاعب الأساسي، بغض النظر عن من سيدخل إلى الخط”، وتشير المصادر إلى أن بصمة اللاعب الفرنسي يُراد أن تبقى واضحة، إذ إن عدم وصول الإجتماع الخماسي إلى أي حل كان قد أعطى حجّة لفرنسا لإلغاء الزيارة، أو تأجيلها، إلا أنها مصرّة على المضي قدمًا.”ومن هنا تبرز خطوة أساسية قامت بها قطر في لبنان ألا وهي تعيين سفير جديد للبلاد إذ اصدر امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قبل يمين، قراراً بتعيين الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني سفيرا مفوضاً فوق العادة في لبنان، بدل السفير ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي الذي انتهت مهامه.مصادر متابعة أكّدت على أن خطوة الأمير تميم تبرز منها نقطتان:أولا: إصرار قطر على الدخول بالملف الرئاسي اللبناني، ومحاولتها تطويق الدور الفرنسي قدر المستطاع، لا وبل إنهاؤه، وذلك عن طريق تعيين سفير جديد رغم عدم وجود رئيس للجمهورية يستلم أو يقبل الإعتماد.ثانيًا: مركز السفير الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والذي كان يتولى مهام رئيس الديوان الاميري في قطر منذ العام 2020 يثير نقاطًا عدّة، إذ هو من المناصب العليا في الدولة القطرية، وكان يتابع من خلاله كل الملفات التي يتابعها امير البلاد ومنها ملف لبنان، وهو ما يطرح علامات استفهام حول تقاطع دوره ومهامه مع المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، والذي قد يشكّل مواجهةً بين دور البلدين في الكثير من الأحيان.وعليه، سيبقى الملف اللبناني محط تناتش بين الدول، خاصةً بعد اقتراب اللحظات الحاسمة من بدء العمل باستخراج النفط الذي تطمح إليه الدول، ومن بينها الدول التي تلعب دورًا مؤثرًا في الملف اللبناني، إلا أن الأكيد فإن زيارة لودريان الثانية ستكون كسابقاتها.. خالية من أي نتائج تذكر ليبقى الفراغ سيّد الموقف!