سعد الحريري إلى السّاحة مُجدّداً؟
مع تبدّل المشهد السياسي في لبنان والمنطقة، يتساءل كثرٌ ما إذا كانت الظّروف مؤاتية اليوم لعودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى البلد نهائيًّا وعن الدّور الذي يُمكن أن يؤدّيه في اللعبة الجديدة بعدما “انقلبت الطّاولة” في الرئاستين الأولى والثالثة. فهل يعود الحريري إلى السّاحة مجدّداً؟ وبأيّ حلّة؟
يؤكّد النائب السابق مصطفى علوش، أنّ “الرئيس سعد الحريري سيكون في بيروت للمُشاركة بذكرى استشهاد رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، كما جرت العادة”، لافتاً في حديثٍ لموقع mtv إلى أنّ “المُناسبة ستكون شعبيّة بالتجمّع أمام الضّريح، لكنّ المُحتوى لا يبدو جليًّا حتى الآن”. ويتوقّع “أن يتضمّن خطاب الحريري كلاماً عن العدالة بزوال نظام الأسد”، مُشكّكاً بأنّه “سيُشير إلى حزب الله بالمُباشر، فكلامه قد يكون على شكل تلميح في هذا الإطار”.
ماذا عن احتمال عودة الحريري عن الاعتكاف؟ يرى علوش: “مع أنّ الأسباب التي أعلنها عند الاعتكاف، قد يكون زال معظمها، إلا أنّه لا يُمكن التأكيد أنّ عودته ستكون لخوض العمل السياسي، مع العلم أنّ السّاحة جاهزةٌ لتلقّف عودة الحريري، وأظنّ أنّه يحتاج إلى نوعٍ من الدّفع الإقليمي الذي يبدو أنّه غير متوفّر حتى الآن”.
ويُتابع علوش: “إنْ عادَ الحريري، فمن المنطق أن يتصدّر المشهد السياسي وأظنّ أنّه سيدعم حكم رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، ويقول إنّ حقّ رفيق الحريري قد عاد من خلال التغيير الذي حصل. عدا ذلك، فهو بحاجة لإعادة ترميم علاقاته مع النّاس من خلال طرحٍ جديد ومجموعة موثوقة”.
بعدما أثبتت الأيّام الأخيرة أنّه لا يُمكن التنبؤ أبداً بما قد يحدث، يبقى الجواب بيد الحريري نفسه، ما إذا كان يرغب في العودة إلى الصّورة السياسيّة وما إذا كان يُعدّ لخططٍ مُعيّنة تُزيّن المرحلة المُقبلة الواعدة التي تنتظرنا في بلد المُفاجآت.