“شاشة الموت الزرقاء”: صدمات وخسائر تصيب شركات الطيران والمصارف ووسائل الإعلام”
بقلم رئيسة التحرير الاعلامية : ساره منصور
في يوم تاريخي فضحت شاشة الموت الزرقاء الضعف في البنية التحتية التقنية العالمية.
في البداية اعتقد البعض أن الحديث يجري عن انقطاع بالإنترنت واسع المجال، ثم تطورت التصورات إلى الحديث عن هجوم سيبراني، وانطلق مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي للتسابق فيما بينهم بالحديث عن دور روسيا والصين فيما يحدث، وذلك كله قبل أن يتضح أن الحديث يجري عن عيب في “تحديث أمني” يرتبط بأجهزة الكمبيوتر التي تستخدم نظام التشغيل ويندوز.
ظهرت مشكلة “شاشة الموت الزرقاء” (BSOD)، الجمعة، على الآلاف من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام Windows عند التشغيل، ما أثر على عشرات المؤسسات في كثير من دول العالم.
وتبين أن سبب ذلك يرجع إلى “تحديث خاطئ” من قبل مزود الأمن السيبراني CrowdStrike، أدى إلى إيقاف تشغيل أجهزة الكمبيوتر والخوادم التي تعمل بهذا النظام وقامت بتفعيل التحديث الأخير، وأدى كذلك إلى إجبار هذه الأجهزة على الدخول في حلقة التمهيد الخاصة بوضع استرداد نظام الويندوز، المعروفة باسم “شاشة الموت الزرقاء”، ومن ثم تعجز الأجهزة عن بدء التشغيل بشكل صح
وأثر انقطاع تقني عالمي على العمليات في مختلف البلدان حول العالم بما في ذلك المطارات الإسبانية والألمانية والأميركية، وشركات الطيران، ووسائل إعلام، وقطاعات مالية، بما يشمل البنوك و تداول النفط والغاز، بالإضافة إلى الخدمات الإلكترونية لدورة لألعاب الأولمبية الصيفية في باريس.
وواجه مسافرون على متن رحلات جوية في أنحاء العالم تأخيرات وإلغاءات ومشكلات في إجراءات تسجيل الدخول مع تعرض مطارات وخطوط طيران لمشكلات تقنية كبرى في خدمات تكنولوجيا المعلومات في إطار العطل التقني العالمي.
وأظهر موقع Down detector لتتبع أعطال المواقع الإلكترونية، انقطاعات في العديد من البنوك وشركات الاتصالات، وبعض الخدمات في الوزارات.
هذه الأزمة العالمية أثارت تساؤلات كبيرة حول الاحتياطات الأمنية وضرورة تعزيز نظم الحماية السيبرانية. من الواضح أن الاعتماد الكبير على التكنولوجيا يفرض على الشركات ضرورة تحسين كفاءة أنظمتها وتعزيز الاستعداد لمواجهة تحديات التقنية.
كما يجب أن يكون هذا الحدث العالمي بمثابة إنذار للشركات والمؤسسات لتعزيز استراتيجياتها الأمنية وتعزيز الوعي بأهمية الحماية السيبرانية، وينبغي على الجميع الاستثمار في تحسين البنية التحتية التكنولوجية وتطوير خطط الطوارئ للتصدي لأي تحديات محتملة في المستقبل.
إن الأمان السيبراني لم يعد مجرد مسألة فنية، بل أصبح ضرورة استراتيجية لضمان استمرارية الأعمال وحماية البيانات والمعلومات الحساسة. يجب على الشركات والمؤسسات أن تكون في حالة تأهب مستمرة وجاهزة للتعامل مع التحديات التقنية المتنوعة التي قد تواجهها في عصر الرقمنة.
من الضروري التعلم من الأخطاء وتعزيز التحول الرقمي بشكل يضمن الأمان والاستدامة. إن السعي نحو بناء مناخ تكنولوجي آمن وموثوق يعد أمرًا أساسيًا لنجاح الشركات والمؤسسات في العالم الرقمي الحديث.
كما يجب أن تكون هذه الأحداث فرصة لتسليط الضوء على أهمية تعزيز الأمان السيبراني وضرورة تبني استراتيجيات استجابة سريعة لأي تحديات تقنية قد تطرأ.
وتجنب تكرار مثل هذه الحالات المدمرة.