دولي

شو الوضع؟ “حرب تشرين” الفلسطينية ترفع حرارة الحدود الجنوبية… إسرائيل تلجأ إلى استهداف المدنيين والسؤال الأكبر عن التداعيات السياسية!

A

مع دخول “حرب تشرين” الفلسطينية يومها الثالث، بدأ الإنزلاق الميداني يشتدّ على مستويات متعددة، فاتحاً المجال أمام مزيد من التورط واشتداد حدة القتال. ففي فلسطين حافظت “كتائب القسام” وأخواتها من المنظمات على السيطرة في المستوطنات التي اقتحمتها، كما أنّها ردّت بقوة على الإستهداف الإسرائيلي من خلال مواصلة إطلاق الصواريخ في اتجاه تل أبيب والقدس وعسقلان وأشدود وغيرها من المدن الإسرائيلية.

ad

في هذا الوقت أعلنت إسرائيل عن ارتفاع عدد القتلى المعترف بهم رسمياً، وعن مزيد من أسماء الضباط الكبار الذين سقطوا في المعارك، كما تُرجم الإنهزام النفسي الإسرائيلي بمزيد من مغادرة الإسرائيليين مطارات البلاد. وفي وقت توجه نتنياهو نحو عددٍ من الدول الفاعلة ولا سيما الولايات المتحدة بتأكيد التورط في الحرب وطلب الدعم، لجأَ الجيش الإسرائيلي إلى السلاح الأمضى لديه وهو استهداف المدنيين وارتكاب المجازر في حق المدنيين الفلسطينيين العزّل في مناطق قطاع غزة، ولا سيما في جباليا التي سقطَ فيها العشرات اليوم من المدنيين.

بالتوازي كانت الجبهة اللبنانية في الجنوب تزداد سخونةً، مع الحفاظ على الحدّ الأقصى من ضبط النفس لدى حزب الله. ذلك أنه على الرغم من التسلل الذي نُسبَ إلى عناصر فلسطينية، واستهداف أبراج مراقبة تابعة للحزب، بقي القصف الإسرائيلي الذي طاول بلدات عدة في محيط صور وبنت جبيل من دون رد من المقاومة حتى الساعة. ولا شك أن ضبط النفس هذا مرهونٌ بتقديرات سياسية وعسكرية، ضمن حدّ دعم المقاومة الفلسطينية في غزة والتضامن معها، وبين عدم فتح جبهة ميدانية إلا إذا تجاوز العدو الخطوط الحمر.

أما لبنان الرسمي فتميز بصمت حكومي هائل، عبأه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بلقاءات شملت قائد الجيش ومسؤولين دوليين، وبموقف رأى فيه أن “الأولويّة لدى الحكومة هي لحفظ الأمن والاستقرار في جنوب لبنان”، مجدداً الدعوة إلى “الإسراع في انتخاب رئيس”.

لكن السؤال الأساسي سيبقى راهناً من دون جواب، وهو مرتبط بالهدف السياسي لهذه الحرب وكيفية إظهاره وبلورته بعد وصول الحرب إلى ذورتها العسكرية. ففي وقت ترتفعُ حدة الإنفعال العربي في ظل رفع معنويات الشارع العربي لأول مرة بهذا الشكل بعد حرب تشرين 1973 وحرب تموز 2006، ستكون النتائج مرتبطة في شكل وثيق بما ستحققه المقاومة الفلسطينية عسكرياً ونفسياً، واستثمار هذه النتيجة سياسياً لتحقيق الأهداف المشروعة والوطنية للشعب الفلسطيني في استرجاع أراضيه المحتلة وقيام دولة فلسطينية مستقلة. ومن شأن المفاوضات السياسية عندما تبلورها القوى الدولية والإقليمية في اللحظة المناسبة، أن تُظهر هذا البعد المخفي حتى الساعة في أهداف الحرب العسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى