طرابلس والشمال: فلـ.ـتان أمني ومعيشي وفـ.ـوضى أسعار…
فلـ.ـتان أمن طرابلس لم يعد يحتمل. الـ.ـفوضى الأمنية في الشوارع والأحياء ، وتفاقم عمـ.ـليات النـ.ـشل والتشـ.ـليح والسـ.ـلب والقـ.ـتل، باتت مقلقة جداً، وتوحي بأن المدينة على مشارف انـ.ـهيار شامل يحرم المرء الخروج من منزله، خاصة لحظة غروب الشمس، حيث الأحداث تحصل في أوج الظهيرة فكيف في الليل، ووسط العتمة التي تغرق فيها الشوارع والأحياء؟…
في أسبوع أعياد الميلاد ورأس السنة، اسـ.ـتنفرت الأجهزة الأمنية كافة: مخابرات الجيش، شعبة المعلومات، الأمن العام، الاستقصاء، أمن الدولة وقوى الأمن الداخلي، ونزلت العناصر بكامل عددها وعدّتها إلى الشوارع، دوريات مؤللة ودوريات راجلة، وحواجز تفتيش أمسكت بمفاصل المدينة…
هل بات الوضع الأمني ممسوكا؟ الاستـ.ـنفار الأمني الواسع، رغم ظروف انهـ.ـيار الليرة الذي أفقد الرواتب قيمتها الشرائية، كان ضروريا منذ لحظة تفاقم الأحداث الأمنية، وفلـ.ـتان الزعران في شوارع المدينة الذين يعبثون بالاستقرار والأمن، وحولوا الأحياء إلى مسارح لمسلسل جـ.ـرائم ونشـ.ـل وسـ.ـلب وسـ.ـرقات، حتى بات المواطن يخشى التجول في الشوارع، والإمرأة تحسب ألف حساب أثناء تنقلها في الشوارع لراكبي الدراجات النارية الوسيلة الأكثر اعتمادا للنشل…
حـ.ـوادث طرابلس الأمنية، انعكست سلبا على حركة الأسواق التجارية، فليس انهـ.ـيار القيمة الشرائية لليرة، وغلاء الأسعار وحده السبب، بل الفوضى الأمنية التي أقلقت المواطنين وساهمت في تراجع الحركة التجارية وخفضت من وهج الأعياد، رغم ما قيل ويقال عن توفر العملة الأجنبية بايدي المواطنين الناجمة عن مساعدات المغتربين لعائلاتهم، إلا أنها مساهمات «بحصة تسند خابية.»..
أمس الأول، كان مشهد عشرات العناصر لدورية شعبة المعلومات الراجلة في شوارع طرابلس ليلا لافتاً، وسبقته دوريات لباقي الأجهزة الأمنية من مخابرات الجيش وأمن عام واستقصاء وأمن دولة. دورية راجلة عمدت على تفتيش دقيق للسيارات وسائقيها وللدرجات النارية، وحملة استهدفت المـ.ـشبوهين والمطـ.ـلوبين وتجار المـ.ـخدرات ومروجـ.ـيها ومتـ.ـعاطيها…
مخابرات الجيش تلاحق تجار الأسـ.ـلحة التركية المتفشية في أسواق طرابلس، وتوقف عدداً منهم وتصادر أسلـ.ـحة وذخـ.ـائر، وشعبة المعلومات توقع تجار مـ.ـخدرات بمصيدتها، والحبل على الجرار…
حملة أمنية لاقت ارتياحا واسعاً لدى المواطنين، وردت بعض الروح والأمان إلى شوارع المدينة، لكن تلاقت مواقف معظم المواطنين على موقف موحد هو أن تستمر هذه الحملة، وتتواصل، وليس أن تنحصر بمناسبة أعياد او مرحلة آنية، فالمدينة باتت تحتاج إلى خطة أمنية محكمة حازمة تبدأ بملاحقة المرتكبين الخارجين على القانون، لا سيما النـ.ـشالين وتجار المخـ.ـدرات والمـ.ـروجين وحملة السـ.ـلاح المتفـ.ـلت المنتشر بكثافة.
وقد لفت الأهالي إلى أن حملة الدوريات الأمنية الراجلة، التي عمدت على تمشيط واسع للشوارع كانت ناجحة للغاية، إذ اسفرت عن توقـ.ـيف عدد كبير تجاوز ال٣٥ مطلوباً في يوم واحد ، والمطلوب أن تشمل الحملة الأمنية مناطق الشمال، لا سيما عكار التي تتفاقم فيها عمليات النـ.ـشل والنهـ.ـب والسـ.ـرقات، وتفشي ظاهرة المـ.ـخدرات بشكل خـ.ـطر.
كما رأت أوساط الأهالي ضرورة التشدد بملاحقة حركة الدراجات النارية التي تستعمل في عمـ.ـليات تـ.ـرويج المـ.ـخدرات، وعمليات النـ.ـشل في الشوارع خاصة في أسبوع الأعياد، شرط أن لا تتوقف هذه الدوريات التي من شأنها أن تبسط الأمن والأمان في الشوارع.
والسؤال الذي يطرح في الأوساط الشعبية هو: إذا كانت الدوريات الأمنية باشرت مهامها لإعادة الأمان إلى شوارع المدينة، فأين هي دوريات وزارة الاقتصاد لضبط الأمن الغذائي والمعيشي للمواطنين، في مدينة لا يقتصر الفـ.ـلتان فيها على الأمن، بل يتعداه إلى فلـ.ـتان في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، وفلـ.ـتان في أسعار الأدوية والطبابة والاستـشفاء؟ أين وزارة الاقتصاد من هذا الفلـ.ـتان الذي لا يقل أهمية عن الأمن؟؟
لا يختلف اثنان أن هبـ.ـوط سعر صرف الدولار، لم ينعكس هبوطاً في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية التي ثبتت على أساس سعر صرف الدولار ٤٨ ألف ليرة لبنانية… لكل «سوبرماركت» تسعيرته الخاصة به، ودولاره الخاص وفق المزاج الشخصي، وغير مكترثين بضمير، وبوزارة اقتصاد تراقب وتحاسب، ولا بشكل دولة قائمة…
لكل تاجر دولاره وحساباته وأسعاره الخاصة، وبات الفارق بسعر سلعة ما بين «سوبرماركت» وآخر، ومحل تجاري وآخر في طرابلس والشمال، يتجاوز الفارق من عشرين إلى خمسين ألف ليرة. بوقاحة موصوفة دلالة على مظاهر انهـ.ـيار دولة بأجهزتها الرقابية العاجزة عن تسيير دوريات وضبط حركة الاسواق والصيدليات والمستشفيات…
وفي ظل الواقع المأساوي الذي تعيشه البلاد عامة، والشمال بشكل خاص، وغياب أجهزة الرقابة، تغيب القوى والتيارات السياسية الغارقة في انقساماتها وخلافاتها، وفي طليعة الغائبين النواب الذين يحصرون اهتماماتهم بظهور إعلامي وتصريح خجول من هنا او من هناك من أبراجهم العاجية، حيث سياراتهم الفارهة بزجاجاتها الداكنة( المفيمة)، تحجب رؤية واقع الناس الذين تنحصر الاهتمامات بهم كمطية عبور الى كراسيهم، حسب ما يتداوله العارفون والمتابعون لحركة نواب طرابلس وعكار والشمال كله، التي تحولت الى حركة تخلو من البركة، على قول أحد الناشطين الاجتماعيين في الشمال.
#lebpress_news