علاج تجريبيّ لسرطان الجلد بمساعدة الذكاء الاصطناعيّ
في مكافحة سرطان “الورم الميلانيني” ويجمع العلاج بين لقاح MRNA الجديد والعلاج المناعي. وأظهرت أحدث النتائج من دراسة أجريت على مرضى لديهم مخاطر عالية انخفاضَ فرص انتشار سرطان الجلد أو تحوّله بعد إزالته، وفق ما نشرت شبكة “CNN”.وفي التفاصيل، يعمل اللقاح على توصيل تعليمات وراثية إلى الجسم لتدريب جهاز المناعة على محاربة العدو بشكل أفضل. في هذه الحالة يتمّ تصميمه بشكل فرديّ ليناسب سرطان كلّ مريض، حيث في الواقع يأخذون عيّنة من السرطان ويجرون تسلسلها ويقرّرون باستخدام الذكاء الاصطناعي ما هو أفضل مزيج من توقيعات لقاح MRNA. وعلى أساسه، يعطون العلاج الفردي للمريض، ويقومون بتدريب جهاز المناعة لديه لمحاربة السرطان بشكل أفضل. إلى جانب ذلك، يخضع المريض إلى العلاج المناعي من خلال تناول عقار تمّت الموافقة عليه ويُسمى Keytruda. والنتيجة؟ وجد الباحثون في هذه المتابعة التي استمرت لمدة 3 سنوات أنّ هذا المزيج يقلّل من خطر عودة السرطان أو وفاة المرضى بمقدار النصف تقريباً. وبات لدينا الآن بيانات لمدة 3 سنوات تُظهر أنّ هذا العلاج قويّ بالفعل. علماً أنه في السابق لم نشاهد سوى متابعة لمدّة عامين فقط. وفي تجربة أجريت على حوالى 160 شخصاً يعانون من سرطان الجلد المتقدّم، أدّى تناول اللقاح في الوقت نفسه مع عقار “كيترودا” المضادّ للسرطان إلى تقليل خطر عودة السرطان أو الوفاة بنسبة 49 في المئة على مدى ثلاث سنوات، مقارنة بالمرضى الذين يُعالَجون فقط بالأدوية المضادة للسرطان.
أمّا بالنسبة إلى الآثار الجانبية فكانت مشابهة جداً للآثار الأكثر شيوعاً لما تحصل عليه بعد لقاح كوفيد وأهمّها التعب، والألم في موقع الحقنة، القشعريرة.من جهته، اعتبر رئيس مختبرات “موديرنا” ستيفان بانسيل في تصريح سابق أنّ اللقاح العلاجيّ المطوّر من الشركة ضدّ سرطان الجلد قد يحصل على موافقة الجهات المعنية عام 2025، بعد نتائج إيجابية جديدة جرى الإعلان عنها. ولا يهدف هذا اللقاح العلاجي إلى منع تطوّر المرض مثل اللقاح التقليدي، بل إلى علاجه بمجرّد ظهوره. ومع ذلك، فهو يستخدم المبدأ نفسه: مساعدة الجهاز المناعي للمريض على الدفاع عن نفسه ضدّ المرض. وتُمثل اللقاحات العلاجية اليوم أملاً حقيقياً في علاج الأورام، وهي بمثابة الجيل الجديد من العلاج المناعي، بحسب رئيس مختبرات “موديرنا” ستيفان بانسيل. ويتمثل الجيل الأول من العلاج المناعي بشكل خاص في الأدوية المستخدمة بشكل متزايد مثل كيترودا، الذي طوّرته شركة “ميرك” (المعروفة بـ”ام اس دي” خارج الولايات المتحدة وكندا). وقد جرى بالفعل تصنيف العلاج على أنّه “مبتكر” من جانب وكالة الأدوية الأميركية (أف دي آيه)، وهو وضع يهدف إلى تسريع تطويره. كما منحتها وكالة الأدوية الأوروبية تصنيفاً مشابهاً (تحت مسمّى “الأدوية ذات الأولوية”). في عام 2020، توفّي حوالى 57 ألف شخص في جميع أنحاء العالم بسبب الورم الميلانيني، أحد أخطر أشكال سرطان الجلد، بحسب تقديرات دراسة حديثة.