دولي

عن أحمد الشرع.. ماذا كشف تقريرٌ إسرائيليّ؟

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدث عن إمكانية تدخل إسرائيل في سوريا عسكرياً ودبلوماسياً في ظل الوضع المتوتر هناك لاسيما بعد أحداث السويداء في جنوب سوريا.


وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” أنَّ “وصول أحمد الشرع إلى السلطة في سوريا، أحدث تغييراً جذرياً في المشهد الجيوسياسي للشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن “الشرع بات في موقع محوري وعزز سيطرته السياسية والعسكرية من خلال حكومة الإنقاذ السورية”.
 
وتابع: “لقد أثار هذا التحول قلقاً متزايداً في كل أنحاء المنطقة، لا سيما في ظل الوضع الأمني الهش في جنوب سوريا وخطر امتداد العنف إلى خارج حدود البلاد. ومن أكثر جوانب صعود الشرع إثارةً للقلق تصاعد التوترات مع الطائفة الدرزية في سوريا. لقد حافظ الدروز، الذين يقطن معظمهم في محافظة السويداء جنوب سوريا، على حياد نسبي واستقلالية طوال الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا منذ العام 2011، إلا أن سقوط الرئيس بشار الأسد وصعود حكومة الشرع قد أخل بهذه التوازنات السابقة”.
 
واستكمل: “في الأسابيع الأخيرة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الدروز وجماعات بدوية مسلحة، بالإضافة إلى مقاتلين مرتبطين بهيئة تحرير الشام. وكثيراً ما تشتعل هذه المواجهات بفعل الاستفزازات الطائفية والأعمال الانتقامية، التي يُقال إنها مدعومة من عناصر حكومية. وقد زادت التقارير الواردة من المنطقة عن عمليات قتل مستهدفة قادة دروز وسقوط ضحايا مدنيين على نطاق واسع من المخاوف من احتمال حدوث تطهير عرقي أو نزوح جماعي”.
 
ويلفت التقرير إلى أن هناك علاقة متجذرة بين الدروز وإسرائيل، مشيراً إلى أن أي ضرر يلحق بالدروز، يُشكل ضربة للأمن القومي لإسرائيل، وأضاف: “لذلك، من الواضح تماماً أن إسرائيل لا يُمكنها أن تبقى غير مبالية بالأحداث التي تتكشف ضد الدروز في سوريا. إن الوضع كما يبدو الآن، وخاصة العنف الذي يمارسه النظام السوري الجديد أو الجماعات العرقية الأخرى، سوف يتطلب من إسرائيل التدخل عسكريا ودبلوماسياً”.
 
وتابع: “صحيح أن إزاحة الأسد اقتلعت عدواً قديماً متحالفاً بشدة مع إيران، إلا أنها أوصلت إلى السلطة نظاماً لا يلتزم بالقواعد الثنائية الراسخة. ومع تزايد القلق من انتشار مجموعات مقاتلة قرب الحدود الشمالية لإسرائيل، عززت الأخيرة وجودها العسكري في مرتفعات الجولان، ونفذت ضربات مُحددة ضد تهديدات مُتصوَّرة، وحافظت على قنوات اتصال مفتوحة مع قادة الدروز على جانبي الحدود. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة الإسرائيلية على تعزيز الردع، وتوضيح الخطوط الحمراء، ومنع انتشار العنف إلى الأراضي الإسرائيلية”.
 
واستكمل: “على صعيد السياسة الدولية، من المهم التأكيد على أن دور الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب محوري في إرساء قواعد جديدة للاشتباك. لقد اعتمدت إدارة ترامب نهجاً واقعياً، حيث دخلت في حوار مع نظام الشرع، ووضعت شروطًا مسبقة واضحة لأي تخفيف للعقوبات أو أي تقدم دبلوماسي”.
 
وأضاف: “لقد شملت هذه الشروط تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية، واتخاذ إجراءات ضد المنظمات الإرهابية الدولية، وإزالة العملاء الأجانب من مواقع السلطة، والتعاون مع الأهداف الأمنية الأميركية، وحل القضايا الحساسة مثل اختفاء الصحفي الأميركي أوستن تايس.  ومع ذلك، فإن الأحداث الأخيرة تجعل من الواضح أن الشرع لا يتوافق مع الاتجاه الذي تسعى الولايات المتحدة إلى اتباعه في المنطقة”.
 
وتابع: “بالنظر إلى المستقبل، يبرز واقع جديد ومعقد: نظام إسلامي في سوريا، وأقليات تتعرض للهجوم، وحدود غير مستقرة على حدود الدول الرئيسية. هنا، سيتعين على إسرائيل مواصلة حماية حدودها الشمالية والحفاظ على علاقاتها مع الأقلية السورية. في المقابل، تتفاقم الأوضاع الحالية، فيما لم تُحقق الدبلوماسية النتائج المرجوة بعد. مع هذا، يلعب ترامب دوراً هاماً في رسم الحدود ضمن هذا الإطار السياسي الجديد، وفي منع المنطقة من الانزلاق إلى فوضى جهادية جامحة”.
 
وقال: “إن مصير سوريا وطبيعة الاستقرار الإقليمي يعتمدان على ما إذا كان الفاعلون الرئيسيون ــ إسرائيل والولايات المتحدة وتركيا وحلفاء آخرون ــ قادرين على إرساء قواعد صارمة للاشتباك والحفاظ على الوضع الراهن الهش الذي تحقق بعد سنوات من الصراع المطول”.
 
وختم: “إن توسع الظاهرة الجهادية من دون ضبط النفس اللازم يشكل بالفعل تهديداً ليس لسوريا فحسب؛ بل إنه تطور من الممكن أن يكون امتداده إلى الأردن ولبنان فورياً، مما قد يؤدي إلى قلب النظام الإقليمي بأكمله رأساً على عقب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى