مع أول شتوة …لبنان يغرق بشبر ماء!


بقلم: رئيسة التحرير الإعلامية ساره منصور
يعيش لبنان في دائرة من التحديات المتجددة، حيث أصبحت الفيضانات جزءاً من الحياة اليومية. مع بداية كل شتاء، يعود شبح الطوفان ليغمر الطرقات والمنازل، ويغرق البلاد بأكملها بشبر من الماء. وكأننا نعيش طوفان نوح حديث، تتعطل فيه الحياة ويفقد المواطن الأمان في أبسط مقومات العيش. مشهد الطرقات الغارقة والسيارات العائمة يتكرر كل عام، كاشفاً هشاشة البنية التحتية وعدم جاهزيتها لتحمل أبسط التحديات المناخية.
وسط هذا الواقع المرير، تتعالى الخطابات الداعية إلى الصبر والتحمل، مصحوبةً بوعود بعيدة المنال لتحسين الأوضاع، في وقت يفتقر فيه البلد إلى ملجأ دافئ للنازحين، ويعجز عن توفير الحماية لهم مع اقتراب الشتاء. يصبح الحديث عن تحسينات أو انتصارات مسألة بعيدة عن واقع المواطن الذي يعاني يومياً.
ومع غياب الدولة عن المشهد، لا يسمع المواطن سوى التصريحات التي تخرج عند الحاجة لتبرير التقصير أو إلقاء اللوم على الظروف أو الخارج. دولة يُفترض أن تكون “سيدة قرارها”، لكنها تظهر عاجزة أمام أبسط الأزمات، تاركةً المواطن يواجه مصيره بمفرده.
المشهد القاتم هذا لا يحتاج إلى دعوة “نجدة” من الدولة، لأنها غائبة أصلاً، وإن كانت موجودة فلا قدرة لديها على التحرك أو تقديم حلول. أزمة المياه ليست سوى مثال صغير على أزمة كبرى تتكرر في جميع مناحي الحياة.