قبرص صوت صارخ في وجه أوروبا .. هل يمكن للبنان أن يعوّل عليه؟
“المعلومات المتوافرة لدينا من السلطات في لبنان هي أن هناك زيادة في عدد السوريين الذين ينتقلون إلى لبنان، ولبنان حاجز. إذا انهار لبنان، فستواجه أوروبا بأكملها مشكلة”، كلام جاء على لسان وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو نهاية الاسبوع الفائت في معرض كلامه عن أنه سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإنهاء وضع سوريا كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين إليها.هذا الموقف يؤكد المؤكد حول المؤامرة الاوروبية لابقاء النازحين السوريين في لبنان، ويضاف ايضا اليه قرار البرلمان الأوروبي بشأن إبقاء النازحين السوريين في لبنان، الذي تم التصويت عليه في 13 تموز الفائت، الامر الذي يتماشى مع مواقف مؤتمر في اواخر حزيران حينما تم رفض عودة النازحين إلى بلادهم.حتى اللحظة لم يصدر اي موقف لبناني رسمي تعليقا على ما عبر عنه الوزير القبرصي، ولكن هل يمكن التعويل على دعم قبرص في هذا المجال؟يشرح مصدر ديبلوماسي عبر وكالة “أخبار اليوم” انه من الناحية الجغرافية، يقصد السوريون اولا المنطقة التركية في قبرص، وهي اراض واسعة، والامن فيها ضعيف، وبالتالي يمكن لهؤلاء الفرار نحو قبرص اليونانية، علما ان مشكلة قبرص ليس فقط مع السوريين بل ايضا مع هاربين من جنسيات افريقية متعددة.وردا على سؤال، اعتبر المصدر ان صوت قبرص ضعيف، بالمقارنة مع الغالبية الاوروبية الداعمة لبقاء النازحين في لبنان، لكنه الصوت الاول المخالف للاصوات الاوروبية، مذكرا ان قبرص لم تدعُ يوما لا في السر ولا في العلن بدمج النازحين ضمن النسيج اللبناني، بل هذا مطلب اوروبي. وقال: لكن امام سياسة من هذا النوع قبرص تخشى من هروب السوريين اليها، لا سيما في ظل الوضع الصعب الذي يعاني منه لبنان.وفي هذا السياق، اوضح المصدر ان قبرص تخشى جدا من موجة النزوح الراهنة التي في معظمها من فئة الشباب وفيها الكثير من العصبيات وتسعى اساسا لمغادرة لبنان. كما اشار الى فاعلية المخابرات اليونانية في تتبع حركة النزوح، وتعاونها مع قبرص، حيث تم ابلاغ الاخيرة بالخطورة الراهنةوهل يمكن للبنان ان يعول على تحرك قبرصي ما لصد النزوح؟ اجاب المصدر الديبلوماسي: يمكن للبنان الاعتماد على قبرص او التعاون والتنسيق معها، لكن شرط ان يكون لديه سلطة، لكن يدرك الجميع ان السلطة في لبنان غير معنية بموجات النزوح وانها قد تكون متآمرة، وتخشى من رفع الصوت!واعتبر المصدر ان لبنان عجز عن استعمال سلاحه القوي وفتح الحدود امام النازحين على غرار ما فعل الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان، الذي اشترط المساعدة والا يصبح النازحون في جزر اليونان.وهنا، قال المصدر: على الجيش اللبناني الا يوقف النازحين الذين يريدون مغادرته عبر البحر، بل ليغض النظر، كي يغادروا خصوصا وان الوجود السوري في لبنان ليس عابرا بل هو كياني، اذ بات معلوما ان السوري يأخذ مكان اللبناني الذي يهاجر… وصولا الى تغيير الكيان والهوية.وختم: هناك تواطؤ اوروبي لبقاء السوريين في لبنان دون اي مساعدة وكل ما يحصل عليه هو الكلام