كاميرا “تراقب جنوب لبنان بأكمله” وتحدد مكانها
نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة تقريراً جديداً تطرقت فيه إلى حيثيات التصعيد الذي تشهدهُ جبهة جنوب لبنان بين “حزب الله” وإسرائيل.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ تل أبيب ترى قوة قتال “حزب الله”، مشيراً إلى أن إستهداف الأخير لمنطاد المراقبة الإسرائيلي وإسقاطه يُعتبر “ضربة إستراتيجية”، وأضاف: “إثر ذلك، نفذت إسرائيل هجمات رداً على تلك الضربة باستهداف البقاع ليردّ الحزب بإطلاق أكثر من 100 صاروخ وطائرات من دون طيار باتجاه الأراضي الإسرائيلية”.
وتحدث التقرير حول مدى تدمير الجيش الإسرائيلي مستودعات “حزب الله” الإستراتجية في البقاع – شرق لبنان، مشيراً إلى أنه حتى لو تم تدمير تلك المقرات، فإن الحزب سيعيد بناء أخرى جديدة، كما سيحصل على أسلحة ومعدات عسكرية جديدة من إيران.
ويتابع: “كانت عقيدة إسرائيل دائماً هي نقل القتال إلى الجانب الآخر، خلال 24 إلى 48 ساعة، وبالطبع حرب قصيرة. وبمجرد أن يعطي النظام السياسي الأمر للجيش الإسرائيلي،
القيادة الشمالية، لتحويل الساحة الشمالية مع لبنان إلى ساحة أساسية وليست ثانوية، فإن الجيش الإسرائيلي سيحتاج ساعات قليلة لتنظيم نفسه وبدء الهجوم، لكنه الآن في حالة دفاعية”.
من جهته، قال تال باري، الباحث في مركز “ألما” الإسرائيليّ للدراسات الأمنية إن “حزب الله يحاول جر إسرائيل إلى الحرب اعتباراً من صيف عام 2022 والذي شهد توتراً بسبب ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل”، وقال: “طوال تلك الفترة، حصلت سلسلة أحداث مع لبنان، من بينهما هجوم مجدو الذي نفذه الحزب، الخيمة التي نصبها التنظيم في مزارع شبعا، إطلاق الصواريخ المضادة للمدرعات، وغيرها من الأعمال. من الواضع أن حزب الله حاول جر إسرائيل إلى القتال، كما أن التنظيم كان يدعو إلى الإجراء الذي نفذته حركة حماس في غزة والمتمثل باقتحام إسرائيل”.
واعتبر باري أنّ “حزب الله” هو الذي يأخذ زمام المبادرة طوال الوقت، وقال: “عندما يكون الحزب هادئاً، تكونُ إسرائيل هادئة، وما يحصل هو أن ما يسعى إليه حزب الله يتماشى مع مصالحه الداخلية”.
كذلك، رأى باري أنّ “حزب الله يحاول تدمير الأصول الإستراتيجية في إسرائيل”، وذلك من خلال إستهداف أنظمة الكشف التجسسية والإستخباراتية بشكل مُركّز.
ووفقاً لـ”معاريف”، فإن إستهداف “حزب الله” لـ”المنطاد التجسسي” الضخم يعتبر ضربة كبيرة سمحت للتنظيم بتعطيل تشكيل الصورة الإستخباراتية الإسرائيلية، وقالت: “في هذا المنطاد، هناك كاميرا متصلة بأنظمة القيادة والسيطرة الأساسية، ويقومون من خلالها بمعالجة ونقل البيانات حول ما يحدث في لبنان”.
من جهته، يقول الباحث الإسرائيلي أميتسيا بارام إن “حزب الله” يُكثف محاولاته لتعمية الجيش الإسرائيلي وإلحاق الضرر بمختلف وسائل المراقبة التابعة للأخير، ويضيف: “هناك كاميرات على منطاد المراقبة المذكور من عدة زوايا، لذلك من الممكن أن نرى منه مسافات كبيرة جداً، وحرفياً يمكن رصد جنوب لبنان بأكمله”