أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون عزمه على تنفيذ ما ورد في خطاب القسم، مشددًا على أن ما يحتاجه اللبنانيون هو أن يعيشوا بكرامتهم.
وأكد على ضرورة الابتعاد عن المناكفات السياسية والتجاذبات الضيقة، معتبرًا أن “كل الوزارات هي للبنان كما هو مجلس الوزراء”، مشيرًا إلى أهمية تمثيل الطوائف من خلال النخب التي تتمتع باستقلالية القرار.
جاء كلام الرئيس عون خلال استقباله، قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس “المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية” القس جو قصاب، الذي زاره على رأس وفد مهنئًا بانتخابه رئيسًا للجمهورية. وأعرب القس قصاب عن ثقته بأن لبنان مقبل على مرحلة جديدة، مشيرًا إلى أن الإنجيليين كانوا جزءًا من تكوين الدولة اللبنانية منذ نشأتها، ومؤكدًا أن الكنيسة الإنجيلية لطالما ساهمت في بناء المجتمع اللبناني.
في كلمته، رحّب الرئيس عون بالوفد، مشددًا على أن جميع اللبنانيين، بمختلف طوائفهم، ينتمون إلى وطن واحد يتشاركون هويته وعلمه. وأوضح أن خطاب القسم كان توصيفًا لواقع مؤلم وخارطة طريق لمواجهته، بعيدًا عن السياسة والعواطف، مؤكدًا أن الأولوية هي تأمين حياة كريمة لجميع المواطنين.
وأشار إلى أن العمل سيتركّز على تجنّب التجاذبات الضيقة التي لا تؤدي إلى أي نتيجة، لافتًا إلى أن “كل الوزارات هي للبنان، ومجلس الوزراء لكل اللبنانيين”، ومؤكدًا أن تمثيل الطوائف يجب أن يكون عبر شخصيات تتمتع باستقلالية القرار بعيدًا عن الانتماءات الحزبية الضيقة.
وفي سياق آخر، استقبل الرئيس عون نائب المدير الإقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عثمان ديون، حيث تم البحث في الدعم الذي يقدّمه البنك للبنان. وأبلغ الرئيس عون ضيفه أن الحكومة الجديدة ستضع الإصلاحات على رأس أولوياتها، مشددًا على أن لبنان ملتزم بتنفيذ الخطوات الضرورية للنهوض بالاقتصاد.
وأشار الرئيس عون إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على إعادة الإعمار، خصوصًا في المناطق التي تضررت من الاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى تطوير الإدارة اللبنانية واعتماد التقنيات الحديثة لتسهيل معاملات المواطنين.
من جانبه، جدّد ديون التزام البنك الدولي بدعم لبنان، مشيرًا إلى وجود قروض بقيمة 736 مليون دولار تنتظر موافقة مجلس النواب، ومؤكدًا أن الإصلاحات ضرورية لتعزيز ثقة المجتمع الدولي بلبنان.
كما استقبل الرئيس عون سفير الهند في لبنان محمد نور الرحمن شيخ، الذي نقل إليه رسالة تهنئة من الرئيسة الهندية دروبادي مورمو، أكدت فيها حرص بلادها على تعزيز العلاقات الثنائية مع لبنان.
وفي إطار متابعته للملفات الاجتماعية، التقى الرئيس عون وفدًا من الرئيسات العامات والاقليميات للراهبات في لبنان، حيث جرى البحث في الأوضاع التربوية والصحية في ظل الأزمات التي يواجهها البلد. وعرضت الراهبات الصعوبات التي تواجه مؤسساتهن، خصوصًا في مجالات التعليم والاستشفاء ورعاية كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، مطالبات الدولة بدعم هذه القطاعات الحيوية.
وشدّد الرئيس عون على أهمية الدور الذي تقوم به المؤسسات التربوية والاستشفائية، مؤكّدًا أن دعم هذه القطاعات أساسي للنهوض بالمجتمع، داعيًا إلى تضافر الجهود من أجل حماية الشباب من المخاطر التي تهدد مستقبلهم، وعلى رأسها آفة المخدرات.
وفي ختام اللقاء، انضمت اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون إلى الاجتماع، حيث أكدت اهتمامها بدعم المبادرات الإنسانية والاجتماعية، مشددة على أهمية تعزيز العمل الإنساني لخدمة الفئات الأكثر حاجة.