أشار الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، اليوم السبت، إلى أن بلاده لن تسمح باستخدام أراضيها منطلقاً للعدوان على أي من جيرانها، فيما قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن بغداد حرصت منذ بدء الأحداث في سوريا على “النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة، وترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم”، وفق ما أوردت وكالة الأنباء العراقية (واع).
وقال السوداني: “إن هناك من حاول ربط التغيير في سوريا، بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمرٌ لا مجال لمناقشته”.
وأضاف أن العراق “يمتلك نظاماً ديمقراطياً تعددياً يضم الجميع، ويضمن التداول السلميَّ للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستورِ والقانون”.
وتابع، “ليس من حقِّ أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاحَ في أي ملف، اقتصادياً كان أم أمنياً، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل”.
وأكمل، “لا بد أنْ نراجعَ ما أُنجزَ وما تأخرنا فيه، والإنجازاتِ هي أكبرُ وأكثر، لأننا أسسنا لنظامٍ سياسي مستندٍ إلى دستورٍ يمثل كل العراقيين”.
وأكد الرئيس العراقي حرص بلاده على “تجاوز الشعب السوري الشقيق الظروف الصعبة، من خلال دعمه لإعادة بناء دولته المستقلة ضمن نهج الديمقراطية العادلة الحافظة لحقوق جميع مكونات الشعب السوري”.
وشدد على “دعم العراق للشعب اللبناني الشقيق ليتجاوز هذه الظروف”، وقال إن بغداد ستواصل دعمها للبنان “بما يساعد على تخفيف آثار المحنة على حياة اللبنانيين، مؤكدين أهمية توطيد وحدة الشعب في لبنان وحقه في حياة آمنة ومستقرة وإعادة بناء المدن والقرى والمؤسسات التي تضررت في الحرب”
وأكد “أهمية ترسيخ وحدتنا في العراق واستراتيجية بلدنا القائمة على صيانة استقلال العراق ووحدته وأمنه وسلامته”، وشدد على الالتزام بـ”عدم السماح باستخدام أراضيه منطلقاً للعدوان على أيٍّ من جيرانه”.
وكان “الحشد الشعبي” في العراق، قد أعلن الأربعاء، إرسال “تعزيزات عسكرية كبيرة” إلى الحدود مع سوريا، فيما أكد مصدر في وزارة الدفاع السورية أن “أمن الحدود يجب أن يكون بيد الدولة العراقية، وليس بيد الجماعات المسلحة”.
وقال قائد عمليات الأنبار في “الحشد الشعبي” قاسم مصلح، الأربعاء، إن “تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى قاطع عمليات الأنبار”، لتعزيز ما وصفه بـ”الأمن وتوسيع التحصينات على الحدود العراقية- السورية”، فيما اعتبر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية أن “التعزيزات ستعمل على توفير الإسناد والدعم في الحدود، بالتنسيق مع الجيش العراقي”.
وأضاف قاسم مصلح في بيان، أن “وصول التعزيزات يأتي ضمن خطة استراتيجية لتأمين الحدود، ومنع أي محاولات للتسلل أو تهديد أمن المنطقة”.
واعتبر أن “التحركات العسكرية تتزامن مع تعزيز المديريات الساندة، وفي مقدمتها مديرية الدعم اللوجستي التي توفر الإمدادات اللازمة، ومديرية الاستخبارات التي تعمل على جمع وتحليل المعلومات لضمان دقة العمليات”.
وتابع، “قاطع عمليات الأنبار يشهد تعزيزات مستمرة لتأمين المنطقة الحدودية الحساسة، خاصة مع التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد”