ما علاقة قتـ. ـل سليمان بتصـ. ـفية سرور؟
غطّت جريمة اختطاف وقتل مسؤول القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان على جريمة اخرى كبيرة شهدها لبنان، وأودت بحياة محمد سرور الذي يعمل في مجال الصيرفة والتحويلات المالية، والذي اختفى أثره بعد سحبه حوالة مالية في بيت مري، الى أن عثر عليه مقتولاً بسبع رصاصات اطلقت من مسدّسين أدت الى نزف حاد في جسده ووفاته.
وفيما ترجح مصادر مطلعة على التحقيق في قضية مقتل سرور أن تكون الاستخبارات الإسرائيلية تشتبه في أن سرور مسؤول عن التحويلات المالية بين الحرس الثوري الإسلامي في إيران وحركات المقاومة في فلسطين، يقول خبير عسكري وأمني دولي، إن سرور كان من الشخصيات البارزة لدى منظمات تحصل على الاموال من جهات مانحة لتنفيذ أجندات واعمال عسكرية وأمنية لصالح هذه هذه الجهات.
ويضيف الخبير: من الجماعات المفترض ان تكون مهتمة بأعمال وتحركات واتصالات وأماكن تواجد محمد سرور، حزب العمال الكردستاني ومنظمات فلسطينية، وقد تعمل هذه الجماعات لتأمين الحماية له، والأهم من ذلك أن لا يتم كشف عن غير قصد أو عن حسن نية أي معلومات من شأنها أن تعرض ما كان يفعله ويقدمه الى هذه الجماعات للخطر.
وأكد الخبير الامني الدولي أنه من المفترض أن ينصّب الاهتمام أيضا على السيدة “زينب حمود” التي طلبت قبل أيام قليلة من إختفاء محمد سرور تحويل مبلغ 12 ألف دولار من العراق، وقد سهّل سرور استلام المبلغ المالي، وتوجه برفقة ابن شقيقه على متن دراجة نارية لتسليم المبلغ للسيدة المذكورة في فيلا بيت مري، وبسبب وجود ابن شقيقه، استلمت المدعوة “زينب حمود” المبلغ من خلف نافذة.
ويؤكد الخبير الامني، أنه إذا كان حزب الله أو مجموعة فلسطينية طلبت تحويل الاموال ونقلها الى لبنان، فإن السيدة زينب تقف إلى جانبهم وتعمل لخدمتهم. وإذا لم يطلب هؤلاء نقل الاموال فكان من المغترض ان تتحرك استخباراتهم، وتطلق راداراتهم ناقوس الخطر وأن يتصرفوا ضد الخلية التي قتلت سرور.
ويعتبر الخبير عينه أن السيدة زينب كانت موضع ثقة بالنسبة لمحمد سرور، وهذا ما دفعه للذهاب مع ابن أخيه على متن دراجة نارية لتسليمها الاموال وعبر النافذة، وما عودته بمفردة مرة أخرى بعد أيام ومعه المزيد من المال إلا تأكيداً وبرهاناً على مدى ثقته بالخلية الموجودة في الفيلا.
ويسأل الخبير الامني: كيف يمكن أن يختفي هذا الرجل لمدة خمسة أيام دون اتخاذ أي إجراء من قبل الاجهزة الامنية، أو من قبل عائلته وخصوصاً أن إبن شقيقه يعرف الفيلا؟ وهذا الامر يطرح علامات استفهام كبيرة.
ويقدر الخبير الامني الدولي، أن الجماعات التي كانت تستفيد من تحويلات محمد سرور وأعماله قد تكون ضالعة في عملية اغتياله لحماية الشبكة التي تقف خلفه، ولعدم كشف ما هو أبعد وأعمق من نشاط سرور.
ويصل تحليل هذا الخبير الى ربط مقتل مسؤول القوات اللبنانية في منطقة جبيل باسكال سليمان بمقتل محمد سرور. ويعتبر أن مقتل سليمان كان لصرف انتباه الرأي العام ووسائل الإعلام عن قضية مقتل سرور الخطيرة، وذلك من خلال خلق توتر داخلي وأجواء خطر صدامات طائفية، او مواجهات مع النازحين السوريين، لتحويل الانظار عن القضاء على رجل فيلا بيت مري وحماية المافيا التي تقف خلفه. وقد نجحت هذه العملية تماماً إذ صرف مقتل سليمان كل الانظار والانتباه عما جرى في بيت مري، لا بل قد تكون عملية قتل سليمان صورت وكأنها عملية سرقة فاشلة، قامت بها عصابة غير محترفة في وضح النهار، وبالتالي لن يكون من المنطق ربطها بعملية أكبر وهذا كان هدف قاتل محمد سرور.
ويختم الخبير الامني بأن ترك الأموال والمعدات المستخدمة في تنفيذ جريمة قتل سرور هو مقصود لتشتيت الانتباه ولطرح اسئلة كثيرة حول العملية ومنفذيها. علماً أن فريقاً محترفاً لن يترك ادوات الجريمة وراءه، إلا اذا كان هناك هدف من ذلك، وقد كان واضحاً أن الجهة المنفّذة أرادت التأكيد أن قتل سرور لم يكن بهدف السرقة على الإطلاق.
وقد ترك المنفذون مسدّسين من طراز (Glock 19) وكواتم صوت وقفّازات. وملابس مغمورة بالمياه، وبعض المواد الخاصة للتأكد من إزالة البصمات بطريقة شديدة الاحتراف. وقد عثرت الأجهزة الأمنيّة في الفيلا على مبلغ من المال كان يحمله الضحية (6,000 دولار أميركي). وهو على الأرجح المبلغ الذي جاء سرور ليسلّمه للمرأة التي استدرجته تحت حجة العمل.
يذكر ان سرور كان يعمل في مؤسسات مالية تابعة لحزب الله، وهو مدرج منذ عام 2019 على لائحة العقوبات الأميركية.