مجلس كنائس الشرق الأوسط: “جريمة المعمادانية” سوف تبقى وصمة عار على جبين الإنسانية الى ابد الدهور
بيان صادر عن مجلس كنائس الشرق الأوسط
حول حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة”طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ.” (مت 5: 9). لم يعد خافيا على القاصي والداني ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة ليس ردة فعل عسكرية على فعل عسكري وانما إبادة جماعية وتطهير عرقي يطال محتجزي أكبر سجن في التاريخ البشري وعن سابق تصور وتصميم. ان ما يجري على ارض غزة من ممارسات الأرض المحروقة، وحرق من عليها، قد خرج عن كل منطق وشريعة الهية وبشرية، اذ انه حتى الحروب لها ضوابط تحددها المعاهدات والمواثيق الدولية. ان التعرض للمدنيين العزل، ومنهم المرضى وذوي الحاجات الخاصة، كما للأطفال والنساء والعجزة، وتدمير البنى التحتية والمنظومة الطبية وقتل الطواقم الطبية والصحافيين، وقطع المياه والمؤن والدواء عن مجتمع يتكون من مليونين ونصف المليون من الناس، لا يمكن وصفه الا على انه جريمة ضد الإنسانية.مجلس كنائس الشرق الأوسط، الذي يضم الى عضويته كل كنائس المنطقة، والذي تنتشر مؤسساته التنموية على كامل ارض فلسطين وخريطة التشرد الفلسطيني، يطالب المجتمع الدولي، بما فيه المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان والطفولة وحماية المدنيين، كما يطالب كل شرفاء العالم، اخذ الموقف المناسب والقيام بالخطوات المناسبة فورا، واولها وقف العدوان على غزة ورفع الحصار وفتح المعابر. اننا نرفع الصلوات من اجل راحة أرواح من قضوا ومن اجل شفاء الجرحى والمرضى وان يعم السلام العالم. لا يمكن ان تمر هذه الجريمة دون محاسبة، بل يجب ان يكون الموقف الدولي ومفاعيله ملزمين للذين امتهنوا كرامة الانسان ولم يأبهوا لا لحياته ولا لسلامته، وإذا لم تتحرك الإنسانية برمتها فورا، وبالشكل المناسب، فان هذه الجريمة سوف تبقى وصمة عار على جبين الإنسانية الى ابد الدهور.