مستجدات تحكم جلسة انتخاب الرئيس… قطبة مخفية حبكها بري مع الأميركي؟
تترنح جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 9 كانون الثاني المقبل بين أن ترى النور أو يتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى، وفي هذا السياق، تثير المحادثات الأميركية اللبنانية تساؤلات عديدة، خاصة مع دعوة الرئيس بري للموفد الأميركي آموس هوكشتاين لحضور الجلسة، فما الذي يجري خلف الكواليس؟في حديثه إلى “ليبانون ديبايت”، يصف الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد الجلسة المرتقبة بأنها “جلسة جدية”، ويؤكد أن “التحضيرات لها تسير بشكل جاد، ولكن، وفقًا له، هناك مجموعة من المستجدات تشير إلى أن الظروف الإقليمية والدولية والداخلية قد لا تكون مؤاتية لانتخاب رئيس في الوقت الراهن.
ومن أبرز هذه المستجدات:-الحدث السوري وتأثيره على لبنان: التطورات في سوريا ستؤثر حتمًا على لبنان، خاصة أن الوضع في سوريا قد يُستخدم كأداة ضغط لفرض تسوية على اللبنانيين، قد يكون المطلوب هو تأجيل انتخاب رئيس حتى يتمكن المعنيون من فرض “أمر واقع” لا يعارضه الرئيس الجديد.تصريحات مسعد بولس: يُعتبر التصريح الأخير لمسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، من أهم المستجدات، إذ أوحى بتأجيل الانتخابات، مؤكدًا أن الظرف الأميركي غير مناسب الآن ولا يريد انتخاب رئيس قبل أن تتضح معالم الوضع الإقليمي والدولي والداخلي.
الوضع اللبناني الداخلي: لبنان يمر بمرحلة “وقف إطلاق النار”، إلا أن الأمور لم تُحسم بعد، مما يعني أن الوضع الداخلي لا يزال معلقًا، وهو ما ينعكس على الاستحقاق الرئاسي.ويشدّد على أن “الموقف الأميركي هو العامل الحاسم في تحديد مصير الجلسة”، قائلاً: “الموقف الأميركي وحده يقرّر إن كانت الجلسة ستكون منتجة أم لا”، وبالتالي دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري للمندوب الأميركي آموس هوكشتاين لحضور جلسة الانتخاب قد تكون جزءًا من اتفاق ما، مشيرًا إلى احتمال وجود “قطبة مخفية” بين بري والأميركيين، والتي قد تكشف في 9 كانون الثاني”.
وبرأي أبو زيد، يُعتبر الرئيس بري “أفضل لاعب بين الزعماء التقليديين والأذكى بينهم”، وعليه يطرح تساؤلات حول إمكانية وجود تفاهم أميركي قد يؤدي إلى انتخاب سليمان فرنجية أو قائد الجيش، مشيرًا إلى أن في حال حدوث هذا التفاهم، فإن الغالبية النيابية ستتغير”.
أما إذا لم يتحقق هذا التفاهم، يتساءل أبو زيد: “هل يمكن للمعارضة تأمين الأكثرية لانتخاب مرشحها؟ وهل هي متفقة على مرشح محدد؟، مشدّدًا على أن الأهم في هذا السياق هو تحديد نوع الجمهورية التي نريدها، نظرًا لأن لبنان لا يزال غير واضح بشأن هويته السياسية”.
وعن تحول حزب الله إلى حزب سياسي، فينبّه إلى أنه “حزب سياسي منذ ما بعد الـ2006، مؤكدًا أن حزب الله مستعد للسير بأي حل يتناسب مع مصلحته، مستندًا إلى ما جاء في خطاب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، الذي يعكس هذا التوجه”.