من لبنان إلى اليمن.. هكذا قد تتحوّل “وحدة الساحات” إلى تهـ.ديد لإيران
أفاد موقع “واللا” الإسرائيلي، أنه منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، أصبح من الواضح بشكل كبير أن هناك خوفاً متزايداً في إيران من التصعيد الإقليمي الذي قد يجرها إلى مواجهة غير مرغوب فيها مع إسرائيل، وربما مع الولايات المتحدة.وقال “واللا” في تحليل أعده راز زيميت، الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، تحت عنوان “وحدة الساحات قد يتحول من فرصة لإيران إلى تهديد”، إن الحرب أتاحت لإيران أول فرصة لتحقيق مفهوم “وحدة الساحات” الذي يهدف في نظرها إلى تحسين ميزان الردع ضد إسرائيل من خلال زيادة التنسيق والتعاون بين عناصر “جبهة المقاومة”.التزامن الاستراتيجيووفقاً للموقع، فقد أظهر انضمام “حزب الله” من لبنان والمجموعات الشيعية بالعراق والحوثيين باليمن إلى الحملة ضد إسرائيل والولايات المتحدة، قدرة المحور الموالي لإيران على العمل في تزامن استراتيجي مع توزيع العمل بين عناصره المختلفة وتكييفه مع تطورات ظروف الحرب.وبحسب الموقع، فإنه في إطار هذا المفهوم، تم التأكيد في السنوات الأخيرة بقوة أكبر على الساحة الفلسطينية باعتبارها جبهة صراع مركزية للمحور الموالي لإيران، وأضاف: “من وجهة نظر طهران، فإن عملية التقارب بين إيران ودول المنطقة خلقت فرصة لزيادة التنسيق بين الحركتين المسلحتين الفلسطينيتين حماس والجهاد، وبين العناصر الأخرى في المحور حول الحرب ضد العدو المشترك (إسرائيل)”.غرفة عمليات مشتركةوفي إطار تحقيق هذه الاستراتيجية، تقرر في طهران عام 2016 إنشاء غرفة عمليات مشتركة، تكون مسؤولة عن التنسيق والتخطيط العسكري واللوجستي والاستخباراتي الشامل بين عناصر شبكة الشركاء والمبعوثين في المنطقة ، إلا أن تفعيل الشبكة بمبادرة من إيران وفي وقت مناسب لها كان يهدف أولاً وقبل كل شيء إلى خدمة المصالح الإيرانية، وفي المقام الأول ردع إسرائيل عن مهاجمة الأهداف النووية الإيرانية وعن مهاجمة حليفها الرئيسي، حزب الله.
معضلة إيرانيةوقال الموقع إن اتخاذ حماس المبادرة في هجوم 7 تشرين الأول، الذي أدى إلى حرب واسعة، فاجأ إيران ووضعها في معضلة فيما يتعلق بكيفية الحفاظ على تماسك المحور الموالي لها دون الانجرار إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة.وأشارت إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن المرشد الإيراني علي خامنئي أعرب عن استيائه من توقيت هجوم حماس، وبحسب تقرير نشرته “رويترز” فإن خامنئي أبلغ زعيم حماس إسماعيل هنية خلال اجتماعهما مطلع تشرين الثاني 2023، أن إيران لن تتدخل في الحرب بشكل مباشر، لأنها فوجئت بتوقيت الهجوم، كما أكد على نية إسكات الأصوات داخل حماس التي تدعو علناً إيران وحزب الله إلى الانضمام إلى الحملة ضد إسرائيل بكامل قوتها.مخاوف إيرانيةوأوضح أن أبرز ما يعبر عن الخوف الإيراني المتزايد من الانجرار إلى صراع عسكري مباشر، يكمن في الأحداث التي وقعت عقب الهجوم بطائرات بدون طيار، على قاعدة الدعم اللوجستي الأميركية شمال شرقي الأردن في 28 كانون الثاني 2024 والذي أدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين، حيث زار قائد فيلق القدس في الحرس الثوري إسماعيل قاآني بغداد وأوعز إلى رؤساء الميليشيات بوقف الهجمات ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.وأوضح “واللا” أن قاآني أوضح أن المجموعات تجاوزت الخط الأحمر، وأن إيران لا تستطيع تحمل عمل عسكري يمكن أن يجبر الولايات المتحدة أو إسرائيل على بدء حرب، وبالفعل، بعد ساعات قليلة من وصوله إلى بغداد، أعلن الأمين العام لجماعة “كتائب حزب الله” الموالية لإيران في العراق، تعليق النشاط العسكري ضد القوات الأمريكية في المنطقة.
السيطرة الإيرانيةوأضاف الموقع أن نجاح قاآني في تهدئة التوترات على الساحة العراقية قد يعزز التقييم القائل إن إيران لا تزال تحتفظ بين يديها بالقدرة على التأثير بشكل كبير على شركائها ووكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومع ذلك، لا ينبغي المبالغة في تقدير قدرة طهران على ضمان السيطرة الكاملة على عناصر “جبهة المقاومة”.لا مركزيةوأوضح الموقع، أن “جبهة المقاومة” ليست شبكة هرمية ذات قيادة وسيطرة إيرانية مباشرة، بل هي شبكة فضفاضة من المكونات المترابطة في شبكة من المصالح المشتركة، إلى جانب رؤية أيديولوجية مشتركة. وفي السنوات الأخيرة، وخصوصاً منذ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، في كانون الثاني 2020، تدير إيران الشبكة بطريقة أكثر لامركزية من قبل، وتستمر في الحفاظ على درجة كبيرة من النفوذ عليها، ولكن ليس بالضرورة من خلال السيطرة الكاملة والدائمة على كل مكون من مكوناتها.ورأى الموقع أن تحول “جبهة المقاومة” إلى شبكة لامركزية يمنح أعضاءها درجة أكبر من الاستقلالية، ما أتاح لإيران درجة أكبر من المرونة والقدرة على الإنكار وإمكانية النأي بنفسها عن الأعمال التي يقوم بها شركاؤها، لكنه كان ينطوي أيضاً على مخاطرة بالنسبة لها، لأن إضعاف السيطرة الإيرانية قد يؤدي إلى تصرفات غير منسقة من جانب شركائها، مما قد يعرض المصالح الإيرانية للخطر.المصدر :(24)