نداء لجمع 294 مليون دولار.. الأمم المتحدة: أكثر من 423 ألف نازح في غزة
أعلنت الأمم المتّحدة الجمعة أن أكثر من 423 ألف شخص أُجبروا على الفرار من منازلهم في قطاع غزة، جراء القصف الإسرائيلي العنيف، منذ يوم السبت الفائت، مطلقة نداء عاجلاً لجمع تبرّعات بقيمة 294 مليون دولار من أجل مساعدة سكّان القطاع، والضفة الغربية المحتلّة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوشا” في بيان إنّ عدد النازحين في القطاع المكتظ بـ2.3 مليون نسمة ارتفع بحلول مساء الخميس “بمقدار 84.444 شخصًا إضافيًا ليصل إلى 423.378 نازحًا”.
ارتفاع عدد الشهداء في غزة
وجاء هذا الإعلان في وقت تواصل فيه إسرائيل قصف قطاع غزة بالقنابل والصواريخ والقذائف، منذ يوم السبت، بعد إطلاق كتائب عز الدين القسام، عملية “طوفان الأقصى”، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى.
وارتفع عدد الشهداء في القطاع جراء العدوان الإسرائيلي إلى 1537 بينهم 500 طفل و276 سيدة، فضلًا عن إصابة 6612 آخرين، فيما قالت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) إن عدد القتلى الإسرائيليين جراء عملية “طوفان الأقصى” ارتفع إلى أكثر من 1300، إضافة إلى أسر عشرات الإسرائيليين، وقالت تل أبيب إنها حددت هوية 97 منهم.
ولفت مكتب أوشا الأممي في بيانه الجمعة إلى أنّ “القصف الإسرائيلي العنيف، من الجوّ والبحر والبرّ، استمرّ بدون انقطاع تقريباً”. وأضاف: “تمّ استهداف وتدمير العديد من المباني السكنية في مناطق مكتظة بالسكّان خلال الساعات الـ24 الماضية”.
دمار في المنازل والمساجد والكنائس
وبحسب البيان فإنّ أكثر من 270 ألف شخص، أي ثلثا النازحين، لجأوا إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القطاع، في حين لجأ ما يقرب من 27 ألف شخص إلى مدارس تديرها السلطة الفلسطينية.
أما العدد المتبقّي من النازحين والذي يزيد عن 153 ألف شخص، فقد وجدوا ملاذًا لدى أقارب وجيران لهم، وداخل كنيسة وغيرها من المرافق في مدينة غزة. وقال أوشا إنّه قبل هجوم حماس صباح السبت كان هناك أساسًا حوالي 3000 نازح داخل القطاع.
ونقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة قولها، إنّ القصف العنيف الذي تشنّه إسرائيل على القطاع تسبّب بتدمير 752 مبنى بين سكني وغير سكني تضمّ 2835 وحدة. وأضاف أنّ 1800 وحدة سكنية أخرى أصيبت بأضرار لا يمكن إصلاحها وأصبحت غير صالحة للسكن.
كما أعربت الوكالة الأممية عن قلقها إزاء الدمار الكبير الذي لحق بالبنى التحتية المدنية في القطاع. وبحسب البيان فقد أصاب القصف ما لا يقلّ عن 90 منشأة تعليمية، هي 20 مدرسة تابعة للأونروا و70 مدرسة تديرها السلطة الفلسطينية، ممّا أدّى لتضرّرها جزئيًا، في حين دُمّرت إحدى المدارس بالكامل. وقال أوشا: “تمّ استهداف وتدمير 11 مسجدًا، في حين تعرّضت سبع كنائس ومساجد لأضرار”.
غزة بلا مياه
وأضاف أنّ القصف طال أيضًا العديد من مرافق المياه والصرف الصحّي، مشيرًا إلى أنّه منذ بدأت الغارات الجوية على القطاع تضرّرت ستّة آبار مياه، وثلاث محطّات ضخّ، وخزان ومحطة تحلية تخدم أكثر من مليون ومئة ألف نسمة.
وأشار البيان إلى أنّ “غالبية سكّان قطاع غزة لم يعد بإمكانهم الوصول إلى مياه الشرب”. وقال إنّ “اليونيسف أشارت إلى أنّ البعض بدأوا بشرب مياه البحر، وهي شديدة الملوحة وملوّثة بـ120 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحّي غير المعالجة يوميًا”.
وحذّر البيان من أنّ “المرافق الصحّية مكتظة، والمخزونات الطبية منخفضة، وإمكانية الوصول إلى المستشفيات والرعاية الطبية تعيقها الأعمال العدائية والطرق المتضرّرة”.
تبرعات مالية
وحول نداء الأمم المتحدة العاجل لجمع تبرّعات بقيمة 294 مليون دولار من أجل مساعدة سكّان القطاع والضفة الغربية المحتلّة؛ قال “أوشا” في بيان إنّ هذا المبلغ يهدف لمساعدة أكثر من 1.2 مليون شخص في غزة والضفة، محذّرًا من أنّ المنظمات الإنسانية لم تعد لديها الموارد اللازمة “للاستجابة بشكل مناسب لاحتياجات الفلسطينيين الضعفاء”.
وشدّد أوشا على أنّه “لضمان قدرة الشركاء على الاستجابة (للاحتياجات)، من المهمّ أن يتمّ تلقي أموال في الوقت المحدّد عبر هذا النداء”، مشيرًا إلى أنّ تمويل المساعدات لقطاع غزة والضفة الغربية في 2023 كان بمثابة “تحدٍّ”.
ووضعت الأمم المتّحدة خطة إنسانية للأراضي الفلسطينية للعام 2023 بقيمة 502 مليون دولار لمساعدة 2.1 مليون نسمة، لكنّها لم تؤمّن حتى اليوم سوى أقل من 50% من هذا المبلغ، في حين أن ما يقرب من 60% من الأسر في غزة كانت تعاني من انعدام الأمن الغذائي حتى قبل بدء هذه الجولة الجديدة من القتال.
وأبدت الأمم المتحدة قلقها بشكل خاص على 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة لا يحصلن على الرعاية الصحّية اللازمة، وبينهن حوالي 5,500 امرأة من المفترض أن يلدن خلال الشهر المقبل.