نزوح جماعي من خانيونس إلى رفح.. هل ينتهي باللجـ.وء إلى مصر؟
“نعزل خيمة النزوح في خانيونس لننصبها في رفح”، بهذه الجملة وصف نازح فلسطيني، حالة النزوح التي يعانيها سكان غزة الذين اضطروا إلى مغادرة مدينة خانيونس جنوبي القطاع المحاصر إلى مدينة رفح الحدودية مع مصر.العدوان المتواصل من الاحتلال الإسرائيلي، أجبر عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، غالبيتهم يسيرون على الأقدام، على ترك مناطق الجنوب والتوجه صوب الحدود المصرية، حيث آخر نقطة يمكن النزوح إليها، هربا من طائرات الحرب الإسرائيلية التي لا تفرق بين مدني وعسكري وطفل وامرأة في إبادتها الجماعية بحق سكان غزة. “مرارة النزوح لا تتوقف”.. جنوب قطاع غزة غير آمن والعائلات تنزح من خانيونس إلى رفحومنذ قرابة شهرين، اضطر سكان من شمال غزة إلى النزوح لجنوبه بعد أن هددهم الاحتلال الإسرائيلي بقصف منازلهم، واستمرت هذه الحالة معهم لأكثر من مرة، فجنوب القطاع الذي أمن من شرّ تل أبيب، هو الآن تحت القصف والنار، وهي أماكن من المفترض أن تكون آمنة وفق زعم الاحتلال في بداية عدوانه. “شعرت بقرب الموت” تقول الفلسطينية براءة قنديل، في منشور على منصة “إكس”، إنها نزحت منذ الأمس للمرة الثانية، “بعد أن نزحت من المنزل المدمر بالكامل”، في إشارة إلى بيتها في شمال غزة الذي طاله العدوان الإسرائيلي.وأضافت: “لم يتبق لي من منزلي سوى بعض الأشياء والذكريات والأمل”.وحول معاناتهم من القصف الإسرائيلي، أوضحت: “نزحت إلى رفح بعد أن عشت الرعب، وشعرت بقرب الموت لثلاث ليال متتالية في خانيونس”. اعتذارات بمصر والمغرب.. هل توقف جرائم الاحتلال في غزة التطبيع العربي؟بينما كتبت الفلسطينية آية حسونة، في منشور عبر “إكس” أيضا: “الحمد لله على كل حال، نزوح من جديد”، مضيفة: “انتقلنا من خانيونس إلى رفح بعد رحلة معاناة ما زالت مستمرة”.”لا دفء ولا أكل ولا ملابس شتوية”تشكو أم صالح، وهي نازحة فلسطينية متواجدة حاليا وفق ما وثق الصحفي محمد عوض، قرب معبر رفح البري، من أن أولادها لا يمتلكون ملابس شتوية تقيهم من برد الشتاء.إضافة إلى عدم توفر وسائل تدفئة إلى جانب خلو خيمتهم الردئية من المأكل والمشرب، وفي تلك الأثناء تحاول حبس دموعها.هل تستجيب السلطة الفلسطينية لنداء عشائر الضفة الغربية وتواجه الاحتلال؟وأكدت أن مدارس الإيواء في المدينة مكتظة بالنازحين، وهو ما دفعهم إلى البقاء قرب المنفذ البري، الذي يتواجد في محيطه عشرات العائلات.وذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي قصف مدارس الإيواء في خانيونس، ولم يستثن المناطق التي حددها على أنها آمانة من القذائف والمتفجرات.”محاولة” تهجير لمصرالنزوح الفلسطيني، يأتي مع تأكيدات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، أن العملية بدأت منذ اليومين الماضيين، وسط صمت عربي ودولي على هذا التهجير الممنهج، في حين وصل عدد النازحين داخليا من غزة، 2.3 مليون نسمة.اقرأ أيضا:وتتجه الأنظار صوب القاهرة، من أجل إعلان موقفها من وصول الفلسطينيين على بعد كيلومترات محدودة من الأراضي المصرية، رغم قول السيسي إن مصر ترفض أي شكل من أشكال التهجير.وكانت وسائل إعلام عبرية قد تحدثت عن “مشروع أمريكي” للضغط على الدول التي تتلقى مساعدات مالية، من أجل قبول استيعاب النازحين الفلسطينيين، رغم أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زعم أن واشنطن لا تؤيد تهجير الفلسطينيين قسرا. وذكر التقرير أن حصة مصر من الفلسطينيين، تبلغ مليون نسمة، بينما تركيا 500 ألف، والعراق 250 ألفا والأردن 250 ألفا، مع التنويه إلى أن حكومات هذه البلدان أعلنت رفضها لأي مشروع تهجير يطال الفلسطينيين.إلى ذلك، ذكر موقع سروجيم، أن “مصادر مصرية تحدثت عن رؤية القاهرة لما بعد الحرب في غزة، حيث ترى اندماجا لحماس في السلطة الفلسطينية ودخولها إلى أجهزة الأمن الوقائي الفلسطينية”، مع تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية برعاية مصر أو شريك دولي أو أممي.ونقل الموقع عن “كان 11″، أن من ضمن الحل هو “استيعاب لاجئي حرب فلسطينيين من قبل مصر”، خاصة أن القانون الدولي لا يمنع اجتياز الحدود بالنسبة للدول التي تعاني صراعا ونزاعا. وتفيد المصادر أن مصر تؤكد على “رفض أي نوع من أنواع التهجير للفلسطينيين، والحرص على تدفق المساعدات، بما يسمح بالحياة داخل قطاع غزة، وأخيراً العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل تحقيق سلام عادل وشامل، وبمرجعيات اتفاقية أوسلو”.لكن متابعين فلسطينيين ومصريين، يعربون عن تخوفهم من أن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بتهجير سكان قطاع غزة لم تكن من فراغ، وقد تضطر مصر إلى قبول المخطط الذي يبدو أن بوادر تنفيذه قد تحدث بالفعل.وتقع غزة بمحاذاة شبه جزيرة سيناء، التي تبلغ مساحتها 61 ألف كيلومتر مربع أي نحو 6 بالمئة من مساحة مصر.