نعى رئيس رابطة الجامعيين في الشمال غسان عبد الرحمن الحسامي النائب جان عبيد وكتب عبر صفحته “ويستمر القلم يخط الأحزان”
برحيل الوزير جان عبيد نخسر عملاقاً بفكره وثقافته ودماثة أخلاقه، وقامة وطنيّة بإنسانيّة عارمة قل نظيرها بخاصة في زمننا الحاضر المليء بالتوحش والقباحة والإنهيار والإجرام والإسفاف…
الصديق الوزير جان عبيد يعني نهج البلاغة، وفخامة الشاعر، والخطيب المفوّه، والإنفتاح والتنوّر والحوار وكلمة السواء التي تجمع ولا تفرّق، والمصلحة الوطنيّة العليا العابرة للزواريب.
معرفتي الشخصية بمعالي الوزير الدمث جان عبيد تعود لمنتصف التسعينات من القرن الماضي (قرابة ٢٥ سنة ويزيد)، بدأت من خلال شرائه لعدد من الثريّات من مؤسّستنا في طرابلس فضلا عن القيام ببعض أعمال الصيانة لثريّات قصره الأنتيك.
كذلك توطدت معرفتي الشخصية بشقيقه (الراحل بتاريخ ٢١ تموز ٢٠١٩) عنيت الأستاذ الخلوق فؤاد عبيد التي تعود للعام ٢٠٠٩ مذ توجهت كباحثٍ الى مكتبه يوم كان رئيساً لمؤسّسة المحفوظات الوطنيّة في بيروت، حيث وجدت نفسي أمام رجل عروبيّ ونموذجاً بمكارم الأخلاق والإستقامة والكفاءة والثقافة الواسعة… والذي قدّم لي وافر الإمكانيات والمواد في سبيل تعزيز بحثي العلميّ.
وفي مثل هذا اليوم منذ 16 سنة تحديداً 8 شباط 2005 وهو اليوم الثاني لوفاة والدي عبدالرحمن الحسامي رحمه الله) قامت زوجته السيدة لبنى البستاني عبيد بتقديم واجب العزاء في منزلنا العائلي في طرابلس.
واليوم ومن أسف بالغ جائحة كورونا تمنعنا من رد الجميل، لعن الله كورونا التي تغتالنا الواحد تلو الآخر وغيرت كل حياتنا.
الحديث يطول ويطول لكنني اكتفي بهذا القدر القليل من الكلام لأنقل إليكم ما جرى معي صباح يوم الأحد 4 آب 2019.
“رن هاتفي الجوّال قبل ظهر يوم الأحد وإذ بصوت معالي الوزير جان عبيد قائلاً؛ غسان يا غسان شكراً لك على ما كتبت في جريدة التمدّن الغرّاء من مشاعر وعزاء بحق أخي فؤاد، مؤكداً لك التزامي بخطى المحبّة والإحترام والإنسانيّة التي تجمعنا ونتمسّك بها… الخ
هذا هو الوزير جان عبيد، هذه هي عيّنة من مكارم أخلاقه وطيبته… ،
تغمد الله الفقيد الكبير بواسع رحمته، فبغيابه نكون قد خسرنا مدرسة بالقيم والأخلاق والمخزون الثقافيّ والإنسانيّ…
باسم عائلتي وباسمي نتقدم من زوجته السيدة لبنى وعموم عائلته وذويه بأسمى عبارات العزاء والمواساة، لكم الصبر والسلوان وطول البقاء.
الصورة: قصر الوزير جان عبيد سنة 1997.