دوليعالميلبنان

نقاط مهمة عن تطورات لبنان “ديبلوماسياً” وميدانياً.. تفاصيل دقيقة

كثر الحديث مؤخرا عن إمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وذلك بعد صراع استمر لعام كامل تخلله هجوم إسرائيلي بري على جنوب لبنان. 
 

وكان موقع “والا” الإخباري الإسرائيلي ذكر أن آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك مبعوثي الرئيس الأميركي جو بايدن سيزوران إسرائيل غدا الخميس، في مسعى لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في لبنان.

تزامنت تلك الأنباء مع ما نقله موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين اعتقادهم أن حزب الله “أصبح أخيرا على استعداد للنأي بنفسه عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة”.

ووفقا لأكسيوس، فإنه يمكن التوصل إلى اتفاق ينهي القتال بين إسرائيل وحزب الله في غضون أسابيع.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحث مع وزراء وقادة الجيش وأجهزة المخابرات الصفقة المحتملة.

ما تفاصيل الصفقة؟
وفقا لموقع أكسيوس ينص الاتفاق على:

  • إعلان وقف إطلاق نار تتبعه فترة انتقالية لمدة 60 يوماً.
     
  • الاتفاق مبني على إعادة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
  • ينقل حزب الله أسلحته الثقيلة شمال الليطاني بعيدا عن حدود إسرائيل خلال الفترة الانتقالية.
  • ينشر الجيش اللبناني خلال الفترة الانتقالية نحو 8 آلاف جندي على طول الحدود مع إسرائيل.
  • يسحب جيش الاحتلال قواته تدريجيا إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود خلال الفترة الانتقالية.
     
    هل جرت لقاءات بشأن الصفقة المزعومة؟
    في 21 تشرين الأول الجاري، التقى هوكشتاين في العاصمة اللبنانية بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري المكلف من قبله بالتفاوض في إطار مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المواجهة المفتوحة مع إسرائيل.

وقال هوكشتاين إن زيارته تهدف لوضع أسس لإنهاء هذا النزاع من خلال تطبيق القرار 1701 “بعدل وشفافية”، مؤكدا أن مستقبل لبنان وربطه بالنزاعات لا يمكن أن يكون في مصلحة اللبنانيين.

ومن المقرر أن يزور هوكشتاين تل أبيب غدا الخميس.

ماذا قال حزب الله؟
ردّ محمود القماطي -نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله- على الحديث الأميركي والإسرائيلي عن الصفقة والترويج لها بأن الحزب لم يصله “أي مشروع أو مبادرة سياسية بشكل رسمي”.

ووفقا للقماطي، فإن أولوية حزب الله هي الميدان الآن، مشددا على أن “حزب الله لا يقبل بأي تفاوض تحت النار” مطالبا بوقف العدوان قبل بحث أي قضية سياسية.

وقد عبر عن موقف الحزب سابقا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم عندما أكد في أحد خطاباته أن حزب الله طالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لوقف إطلاق النار على إسرائيل.

وأكد أن “إسرائيل ومن وراءها يقاتلون ويرتكبون المجازر، ونحن في وضع يتطلب أن نتخذ موقفا”، مشيرا إلى أنه لا يمكن فصل لبنان ولا المنطقة كلها عن فلسطين.

هل يمكن فصل المسارين؟
منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 تشرين الأول من العام الماضي، اتخذ الحزب قراراً بدعم المقاومة في غزة، ولم يقبل الحزب وقف إطلاق النار قبل التوصل لاتفاق في غزة ووقف إطلاق النار فيها.

ودفع الحزب ثمنا باهظا لموقفه هذا، تمثل في اغتيال أمينه العام السيد حسن نصر الله وجزء كبير من الصف القيادي الأول في الحزب.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة الأخبار عن مصادر أن الحزب يضع في بياناته العسكرية العبارات التي تقول إن ما تقوم به المقاومة هو إسناد للمقاومة في غزة مع إضافة عبارة “الدفاع عن لبنان” ولم يقدّم أي التزام، لأي طرف في لبنان أو خارجه، بالقبول بفك الارتباط بين جبهة لبنان وجبهة غزة.

كذلك، تشير إلى أن الحزب لا يرى بعد كل ما حصل، ووسط استمرار الوحشية الإسرائيلية في غزة، أنه من المنطقي ترك غزة، كما أن مثل هذا الموقف يتعارض مع كل بنيته العقائدية وتفكيره السياسي، ومعرفته الوثيقة بالترابط الحقيقي بين كل الجبهات المتعلقة بالمقاومة ضد العدو.

لماذا تريد إسرائيل فصل المسارين؟
وفقا للدكتور وليد عبد الحي الكاتب والباحث الأكاديمي الأردني، فإن إسرائيل لا تميل للتفاوض مع “كتلة عربية” بل مع كل طرف لوحده، فالتجزئة هي الفكرة المهيمنة في عقل المفاوض الإسرائيلي، ومن المؤكد أن التفاوض الفردي مع كل دولة يجعل تأثير ميزان القوى أكثر من نتائج التفاوض مع كتلة.

ووفقا لعبد الحي، فإن إسرائيل حالياً تسعى لأن تضع الموضوعات المهمة لها أولا وهي موضوع الرهائن، وتدمير المقاومة، وفصل مسار غزة عن المسار اللبناني أو اليمني أو حتى العراقي -فالأمن هو أولويتها الأولى- ثم ستبحث بقية الموضوعات طبقا لجدولها.

ويرى أن الاختبار الأكثر أهمية لمحور المقاومة ومدى التزامه هو في الأسابيع القادمة وبخاصة بعد الانتخابات الأميركية، وضرورة تأكيد الربط الذي لا تنفصم عراه بين جبهات المحور، فإسرائيل ستعمل على العودة لتكتيك التجزئة بالقول بوقف إطلاق النار في لبنان، ثم نبحث في موضوع غزة.

لماذا كثر الحديث عن وقف الحرب الآن؟
وصفت وسائل إعلام إسرائيلية شهر تشرين الأول الجاري بـ”أكتوبر الأسود”، نظرا لعدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، واعترف الاحتلال بمقتل 80 جنديا ومستوطنا بنيران المقاومة على مختلف جبهات القتال، منذ بداية الشهر.

ووفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية -التي تنقل عن مصادر وصفتها بالمطلعة- فالمستويات الأمنية والعسكرية في إسرائيل، بمن فيهم وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، باتوا يفهمون أن الجيش أصبح منهكا، خاصة أنه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة حقق ما يصفونه بإنجازات عسكرية واستخباراتية مذهلة، ولذلك هم يرون أن الفرصة باتت حقيقية حاليا للتوصل لصفقة يتم من خلالها إعادة الأسرى من أسر حماس وإنهاء الحرب بغزة والشمال.

كذلك، ترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنه إذا استمرت الحرب لفترة طويلة، فسيكون من الصعب تحقيق أكثر بكثير مما تم تحقيقه بالفعل، في حين أن البقاء لفترة مطولة داخل غزة ولبنان يزيد من خطر التشابك وزيادة الخسائر المختلفة. (الجزيرة نت)

Related Articles

Back to top button