أكد وزير الخارجية العراقي، الجمعة، أن بلاده تلقت تهديدات واضحة من إسرائيل، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة العراقية تلقت أوامر من رئيس الحكومة بمنع أي هجمات تنطلق من الأراضي العراقية ضد إسرائيل.وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسن في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية، أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني وجه القوات المسلحة باتخاذ إجراءات فورية ضد أي طرف يشن هجمات عبر الأراضي العراقية. وأضاف الوزير أن “حكومة بلاده لا تريد الحرب، وتسعى لإبعاد خطرها”، مشيرًا إلى أن “المنطقة تحت النار وهناك تهديدات واضحة من إسرائيل لنا”.
وفي سياق آخر، أفادت “الوكالة العراقية” أن حكومة بغداد تقدمت بطلب لعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة العربية لمواجهة تهديدات إسرائيل، حيث قامت المندوبة الدائمة للعراق لدى الجامعة العربية بتقديم طلب لعقد الجلسة على مستوى المندوبين الدائمين للدول العربية الأعضاء في الجامعة، لمناقشة سبل مواجهة التهديدات الإسرائيلية.من جهته، كان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، قد أشار في وقت سابق إلى أن إسرائيل بعثت برسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، حاثًا على اتخاذ إجراءات فورية للتصدي لأنشطة الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق، موجهًا اللوم للحكومة العراقية حول مسؤوليتها عن أي نشاطات مسلحة تتم داخل أراضيها أو انطلاقًا منها.
فيما يتعلق بالوضع في منطقة الشرق الأوسط، قدم المسؤولون العراقيون تصورات متشائمة حول مستقبل الصراعات في المنطقة. وفي كلمة له خلال “منتدى الجامعة الأميركية” في دهوك، الجمعة، وصف رئيس البرلمان العراقي، محمود المشهداني، الوضع الحالي في الشرق الأوسط بـ “النكبة الثانية”، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجه العراق والمنطقة تغيّرت جذريًا منذ السابع من أكتوبر الماضي.وأشار المشهداني إلى أن “الصراعات مستّت الجميع قبل وبعد السابع من أكتوبر، وأن عقود السلام الهشّة قد تلاشت بفعل سياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في ولايته الأولى، وكذلك بسبب سياسة الرئيس جو بايدن الحالية”. ورأى أن “التحديات في الشرق الأوسط تتجلى في فشل النظام الدولي، الذي وصفه بالهلامي”.
وأشار المشهداني إلى أن “الصراعات مستّت الجميع قبل وبعد السابع من أكتوبر، وأن عقود السلام الهشّة قد تلاشت بفعل سياسات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في ولايته الأولى، وكذلك بسبب سياسة الرئيس جو بايدن الحالية”. ورأى أن “التحديات في الشرق الأوسط تتجلى في فشل النظام الدولي، الذي وصفه بالهلامي”.من جانبه، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد أن بلاده ستظل داعمة للجهود الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، معربًا عن دعمها “الكامل” لأي مساعٍ تهدف إلى إحلال “حل سلمي للقضية الكردية” داخل تركيا. وفي كلمته خلال “منتدى دهوك”، دعا رشيد إلى مراقبة الوضع بدقة وإيجاد حلول مناسبة لإحلال السلام والأمن في المنطقة.
وفي ذات السياق، دعا رئيس “الحزب الديمقراطي الكردستاني” مسعود بارزاني إلى “إبعاد العراق عن أي حرب”، معربًا عن أسفه لما تشهده لبنان وغزة من صراعات. وأضاف بارزاني: “نتمنى أن تنتهي هذه المأساة في أقرب وقت”.وفي تصريحات أخرى، أكد المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، فادي الشمري، رفض بغداد أن تكون “جزءًا من أي أجندة لزعزعة الاستقرار”، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعتمد على “اتهامات باطلة” لتوسيع دائرة الحرب في المنطقة. وقال الشمري إن “إسرائيل تحاول استغلال الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها بسبب عدوانها على غزة ولبنان لتوسيع رقعة الصراع الإقليمي، والزج بالعراق في دائرة المواجهة”.
وأفادت الحكومة العراقية، في وقت سابق، أن الولايات المتحدة تتحمل، بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي والاتفاقية الأمنية بين البلدين، مسؤولية “الردع والرد على أي هجمات خارجية تهدد الأمن الداخلي العراقي”. وفي هذا السياق، أوضح الشمري أن “التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، بل هي تكرار للتهديدات السابقة”، مستدركًا أن “بغداد قد قدمت شكوى رسمية إلى مجلس الأمن بشأن هذه التهديدات”.وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الولايات المتحدة أبلغت العراق بأن إسرائيل قد تشن ضربات ضد الأراضي العراقية قريبًا، إذا لم تتمكن بغداد من منع الفصائل المدعومة من إيران من شن هجمات على إسرائيل.