سياسة

هل خاف التغييريون من العقوبات الأميركية؟

سمع اللبنانيون خطاب رئيس مجلس النواب نبيه بري في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر، ورنّت في آذانهم دعوة القوى السياسية كافة إلى الحوار، حينها تبادر إلى أذهانهم أن مشكلة البلد قد حُلًت، والرئيس على أبواب قصر بعبدا والحكومة قد شُكّلت، ودخلنا في مرحلة الإصلاح والقيام على الفساد… مهلاً سرحت في الخيال ونسيت أننا نعيش في بلد اسمه لبنان.منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق الجنرال ميشال عون ونحن نسمع بالدعوات إلى الحوار، لكن دعوة بري الأخيرة كان لها وقعها الخاص من حيث التوقيت، إذ جاءت قبل زيارة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين ولقائه أبو مصطفى، وقد تمنّى الأول انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن.وربط البعض زيارة هوكشتاين بالوضع الرئاسي القائم والعقوبات الأميركية على المعطّلين، رغم أن ما قيل في الإعلام ان الملف الرئاسي لم يكن ضمن المباحثات بين بري والموفد الأميركي، حتى وصل الأمر إلى تعليق مصدر نيابي على تلميح نواب تغييريين بأن للأميركيين يد في مبادرة رئيس المجلس ربطا بزيارة هوكشتاين وصولا لإعلان الانفتاح على المبادرة، متسائلا: “هل يخشون تهديدهم بالعقوبات اذا قاموا بالمقاطعة ولهذا أشاروا الى العقوبات كسبب للمبادرة؟”…وردا على ما سبق، نفت النائبة نجاة عون صليبا ما قيل، مؤكدة أن “هذا كلام عارٍ من الصحة ولم نتناقش أبداً في هكذا موضوع”.وعن الموقف تجاه دعوة بري، سألت صليبا: “هل تُعتبر هذه الدعوة رسمية ويجب أن نأخذها بعين الاعتبار؟ وما هي الأجندة؟ وماذا نفعل في الأيام الـ7 للحوار؟ هل نذهب ونضع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح أوحد ونقول للقوى السياسية تعالوا وانتخبوه؟”.ورأت صليبا متأسفة أن “شهر أيلول لن ينتج رئيسا من دون تدخل خارجي لأن هذه المنظومة ليس بإمكانها فعل أي شيء”، معتبرة أن “كل الكلام عن الحوارات من حوار بري إلى حوار لودريان هو مضيعة للوقت”.وكان بري قد أوضح أمس في حديث لصحيفة “الجمهورية” أن الحوار هو “لنجلس معا على طاولة واحدة ونتناقش ونتحاور بصفاء نيات ونطرح كل الأمور المرتبطة بالملف الرئاسي على الطاولة، فإن اتفقنا على مرشح واحد فذلك أمر عظيم وجيد للبلد وإن لم نتمكن من ذلك نتفق على مرشَّحَين وربما أكثر ومن ثم ننزل مباشرة إلى مجلس النواب لننتخب رئيس الجمهورية”.لكن هل فعلا قد ننتخب رئيس حتى ولو لم يصل الحوار إلى نتيجة؟ والخوف الأكبر هو أن يتكرر سيناريو انتخاب الرئيس السابق ميشال عون وامتداد الغرق بالفراغ، مع المفارقة أن الوقت الحالي أصعب من أي وقت مضى، فحاكمية المصرف بالإنابة، وقيادة الجيش قاب قوسين من نفس السيناريو، والحكومة لتصريف الأعمال، والكرسي الرئاسي فارغ، فمتى تمتلأ الكراسي بالشرفاء يا عبيد الكراسي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى